بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ} (13)

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَن النَّاسُ } . قال في رواية الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : إن هذه الآية نزلت في شأن اليهود { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } يعني اليهود { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كما آمن الناسْ } يعني عبد الله بن سلام وأصحابه . { قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السفهاء } يعني الجهال الخرقى . قال الله تعالى : { أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السفهاء } يعني الجهال الخرقى بتركهم الإيمان بمحمد عليه السلام ، { ولكن لاَّ يَعْلَمُونَ } أنهم سفهاء .

وقال مقاتل : نزلت هذه الآية في شأن المنافقين ، وهكذا قال مجاهد ومعناه : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } يعني : للمنافقين { آمِنُواْ } يعني صدِّقوا بقلوبكم ، كما صدَّق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم { قَالُواْ أَنُؤْمِنُ } يعني المنافقين أنصدِّق كما صدق الجهال . قال الله تعالى : { أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السفهاء } يعني الجهّال بتركهم التصديق في السر ، ولكن لا يعلمون أنهم جهال .