قوله تعالى : { يخادعون الله } وأصل الخداع في اللغة هو الستر . يقال للبيت الذي يخزن فيه المال : مخدع ، والعرب تقول : انخدعت الضب في جحرها . فكان المنافقون يظهرون الإيمان ويسترون نفاقهم وكفرهم فقال : { يخادعون الله والذين آمَنُوا } أي يكذبون ويخالفون الله والذين آمنوا ويقال يظنون أنهم يخادعون الله والذين آمنوا ، لأنه قد بين في سياق الآية حيث قال تعالى : { وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنفُسَهُمْ } . روي عن الأخفش أنه قال : اجترؤوا على الله ، حتى ظنوا أنهم يخادعون الله . وقال بكر بن جريج : يظهرون لا إله إلا الله ، يريدون أن يحرزوا بذلك دماءهم وأموالهم وأنفسهم ؛ ويقال : يظهرون غير ما في أنفسهم . وهذا موافق لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : علامة المنافق ثلاث : إذا وعد أخلف ، وإذا أوتمن خان ، وإذا حدَّث كذب .
وقوله : { وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنفُسَهُمْ } . قرأ أهل الكوفة عاصم وحمزة الكسائي { وَمَا يَخْدَعُونَ } بغير ألف ، وقرأ الباقون بالألف { وَمَا يخادعون } . وتفسير القراءتين واحد يعني : وبال الخداع يرجع إليهم ويضر بأنفسهم .
قوله : { وَمَا يَشْعُرُونَ } . قال الكلبي : يعني وما يعلمون أن الله يطلع نبيه على كذبهم ؛ وقال بعضهم : معناه وما يشعرون أن وبال الخداع يرجع إليهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.