قوله : ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ )[ 8 ] .
الخداع : إظهار خلاف الاعتقاد .
وقوله : ( وَمَا يُخَادِعُونَ( {[776]} ) إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ )[ 8 ] .
أي وباله يرجع عليهم . واختار جماعة من العلماء : ( وَمَا يَخْدَعُونَ ) –بفتح الياء وسكون الخاء( {[777]} )- من غير ألف ، وهي قراءة ابن( {[778]} ) عامر وأهل الكوفة( {[779]} ) ، وإنما اختاروا ذلك لأن الله جل ذكره أخبر عنهم أولاً أنهم ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ )( {[780]} ) .
ولفظ قوله : ( وَمَا يُخَادِعُونَ( {[781]} ) إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ ) ، نفي ذلك ، فيصير في ظاهر اللفظ قد أوجب شيئاً ثم نفاه( {[782]} ) بعينه ، فوجب أن يختاروا( {[783]} ) ( وَمَا( {[784]} ) يُخَادِعُونَ ) ليكون( {[785]} ) المنفي على معنى مخالفاً للموجب .
[ فأما وجه( {[786]} ) ] قراءة من قرأ الثاني " ( وَمَا يُخَادِعُونَ ) بألف( {[787]} ) فهو على معنى : وما يخادعون تلك المخادعة المذكورة عنهم إلا أنفسهم ، إذ وبالها راجع عليهم( {[788]} ) .
و " خادع " في اللغة ، يجوز أي يكون معناهعنى " خدع " من واحد . ومعنى " خدع " بلغ مراده . فلذلك أجمع القراء على ( يُخَادِعُونَ ) في الأول لأنه ليس بواقع ، وفي الثاني ( يُخَادِعُونَ ) بغير ألف لأنه أخبر تعالى أنه واقع بهم وراجع عليهم( {[789]} ) .
وذكر القتبي أن معنى الأول : يخادعون( {[790]} ) بالله الذين آمنوا/ وهو قولهم إذا لقوا المؤمنين : آمنا " .
وأصل المفاعلة أن تكون من اثنين ، لكن قد أتت من واحد ، قالوا : " عَاقَبْتُ اللِّصَّ " ، " وَطَارَقْتُ النَّعْلَ " و " جَازَيْتُ فُلاناً وَحَادَيْتُهُ وَوَادَعْتُهُ وَدارَيْتُهُ( {[791]} ) " .
والمخادعة في هذا المعنى إنما هي للنبي/ صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، أي يخادعون نبي الله( {[792]} ) وأولياءه . و " خدع( {[793]} ) " فعل واقع ، و " خادع " فعل يجوز أن يقع ، ويجوز ألا يقع ، فلذلك اختار بعض العلماء ، ( وَمَا يُخَادِعُونَ( {[794]} ) ) إلا أنفسهم لأنه فعل واقع بهم بلا شك ، " فَيَخْدَعُون " ( {[795]} ) أولى من " يخادعون " ( {[796]} ) الذي يجوز أن يقع ، ويجوز ألا يقع( {[797]} ) .
وقوله : ( وَمَا يَشْعُرُونَ )( {[798]} ) [ 8 ] .
أي ليس يشعرون ، أي يعلمون( {[799]} ) أن ضر مخادعتهم راجع عليهم( {[800]} ) .
وقوله : ( وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )[ 9 ] ، أي مؤلم .
وجمع " أليم " فيه ثلاثة أوجه :
إن شئت : " إلام " كَكَريم وكِرَامٍ ، وإن شئت : أُلَماء( {[801]} ) كَظَريفٍ وظُرَفَاء وإن شئت " أَلامٌ " كَشَرِيف وأَشْرافٍ( {[802]} ) .
و " فعيل " يأتي على ضربين : اسم وصفة ؛ فإذا كان اسماً ، فجمعه في أقل العدد على " أَفْعِلة " ، وفي أكثره على " فَعُل " كَرَغيفٍ وأَرْغِفَةٍ ورُغفٍ . وقد يأتي في الكثير على " فُعْلانٍ " ، قالوا : " رُغْفَانٌ وقُضْبَانٌ وكُثْبَانٌ " ، وقد أتى على " أفْعِلاَء " ، نصيبٌ وأنصباءٌ ، وخميسٌ وأخْمِساءُ " ( {[803]} ) .
فإن كان " فَعيلٌ " صفة ، فهو على نوعين : سالم ومعتل :
- فالسالم( {[804]} ) يجمع على " فُعَلاء " ( {[805]} ) نحو " كرماء " ، و " عُلَماء " وقد قالو : كِرامٌ وشِرافٌ( {[806]} ) .
- والمعتل( {[807]} ) يجمع على أفعلاء نحو " أَوْلياء " و " أَصْفِياءَ " .
وكذلك المضاعف نحو " أَشِدَّاء " و " أَشِحَّاء " ، وقد قالوا : أَنبياءٌ يجمع( {[808]} ) على أفعلاء( {[809]} ) على( {[810]} ) تقدير لزوم تخفيف الهمزة فيصير " كَتَقي وأَتْقِياء " . من همز قال( {[811]} ) : نَبِئاء على " فُعلاَء " ويجوز على مذهب من( {[812]} ) همز أنبياء [ بجعله نادراً ]( {[813]} ) " كخميس وأخمساء " . وقد قالوا : [ في جمع( {[814]} ) ] جليل : جلّة ، وهو نادر استغنوا به عن " أَجِلاَّء " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.