الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ} (6)

وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمَنُواْ إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ } وقُرِئ ( فَتَثَبَّتُوا ) رُوِيَ في سبب الآية : «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنَ أبي مُعَيْطٍ إلَى بَنِي المُصْطَلِقِ مُصَدِّقاً ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهُمْ خَرَجُوا إلَيْهِ ، فَفَزِعَ مِنْهُمْ ، وظَنَّ بِهِمْ شَرًّا ، فَرَجَعَ ، وقال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : قَدْ مَنَعُونِي الصَّدَقَةَ ، وَطَرَدُونِي ، وارتدوا ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهَمَّ بِغَزْوِهِمْ ، فَوَرَدَ وَفْدُهُمْ مُنْكِرِينَ لِذَلِكَ » ، ورُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا قَرُبَ مِنْهُمْ بَلَغَهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا : لاَ نُعْطِيهِ الصَّدَقَةَ وَلا نُطِيعُهُ ، فقال ما ذكرناه فنزلَتِ الآية ، و{ لهم والله } معناه : مخافة أنْ تصيبوا ، قال قتادة : وقال النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزلت هذه الآية : " التَّثَبُّتُ مِنَ اللَّهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ " .