{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين( 6 ) } .
أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يتثبتوا مما يرد إليهم من أنباء تأتيهم ممن يخل بشيء من أحكام الدين ، حتى لا تُبنى أحكامُهم وأعمالُهم على ما ليس بحق ، فيغتموا لذلك .
قال الراغب : لا يقال للخبر في الأصل نبأ حتى يكون ذا فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن .
روى الطبري بسنده عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا في صدقات بني المصطلق بعد الوقعة فسمع بذلك القوم ، فتلقوه يعظمون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله ، قالت : فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ، قال فبلغ القوم رجوعه ، قال : فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فصفوا له حين صلى الظهر فقالوا : نعوذ بالله من سخط الله ومن سخط رسوله ، بعثت إلينا رجلا مصداقا{[5164]} فسررنا بذلك وقرّت به أعيننا ، ثم إنه رجع من بعض الطريق فخشينا أن يكون ذلك غضبا من الله ومن رسوله ، فلم يزالوا يكلمونه حتى جاء بلال وأذن بصلاة العصر قال : ونزلت : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } .
[ وقيل : بعث إليهم خالد بن الوليد فوجدهم منادين بالصلاة متهجدين فسلموا إليه الصدقات فرجع ؛ قال جار الله : في تنكير الفاسق والنبأ عموم ، كأنه قيل : أي فاسق جاءكم بأي نبأ فتوقفوا فيه واطلبوا البيان ؛ والنبأ الخبر الذي يعظم وقعه ، واختير لفظة { إن } التي هي للشك دون [ إذا ] تنبيها على أنه صلى الله عليه وسلم ومن معه بمنزلة لا يجسر أحد أن يخبرهم بكذب إلا على سبيل الفرض والندرة . . قال الأصوليون من الأشاعرة : إن خبر الواحد العدل يجب العمل به لأن الله تعالى أمر بالتبيّن في خبر الفاسق ولو تبيّنا في خبر العدل لسوّينا بينهما ؛ وضعّف بأنه من باب التمسك بالمفهوم . . وقيل : إن الوليد لم يقصد الكذب ، ولكنه ظن حين اجتمعوا لإكرامه أن يكونوا همّوا بقتله ؛ ولقائل أن يقول : لفظ القرآن وسبب النزول يدل على خلافه ، نعم لو قيل : إنه تاب بعد ذلك لكان له وجه ]{[5165]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.