الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ} (6)

ثم قال : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا } [ 6 ] .

روي عن أم {[64328]} سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم {[64329]} أنها قالت : أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة {[64330]} بن أبي معيط ، قالت : بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فحدثهم الشيطان أنهم يريدون قتله فرجع إلى ( رسول الله صلى الله عليه وسلم {[64331]} ) وقال : إن بني المصطلق {[64332]} قد منعوا صدقاتهم ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم {[64333]} ، فبلغ القوم رجوعه ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم {[64334]} فخضعوا له حين [ صلوا ] {[64335]} الظهر ، نعوذ بالله من سخط رسول الله ، بعث إلينا رجلا مصدقا فسررنا به ، وقرت به أعيننا . ثم إنه رجع من بعض الطريق فخشينا أن يكون ذلك غضبا من الله عز وجل {[64336]} ومن رسوله صلى الله عليه وسلم {[64337]} ، فلم يزالوا يكلمونه حتى جاء بلال فأذن بصلاة العصر فنزلت :

{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ [ فتبينوا أن تصيبوا ] {[64338]} } الآية {[64339]} .

وكذلك قال ابن عباس ومجاهد وقتادة إلا أن مجاهدا قال : إنه الوليد قال للنبي صلى الله عليه وسلم {[64340]} إنهم ارتدوا عن الإسلام فبعث النبي صلى الله عليه وسلم {[64341]} خالد بن الوليد وأمره أن يتبين {[64342]} ولا يعجل ، فانطلق حتى أتاهم ليلا فبعث عيونه فأتوه وأخبروه أنهم مستمسكون بالإسلام وسمع صلاتهم {[64343]} وآذانهم ، فلما أصبحوا أتاهم ( خالد فرأى ) {[64344]} الذي يعجبه فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم {[64345]} وأخبره الخبر ، فأنزل الله عز وجل {[64346]} الآية ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم {[64347]} يقول : " التبين من الله والعجلة من الشيطان " {[64348]} .

قوله {[64349]} : { أن تصيبوا قوما بجهالة } أي : قوم براء مما قذفوا به فتندموا على ما فعلتم بهم .


[64328]:هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية بن المغيرة، القرشية المخزومية من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها في السنة الرابعة للهجرة، هاجرت الهجرتين بلغ ما روته من الأحاديث 373 حديثا، وكانت وفاتها بالمدينة. انظر: طبقات ابن سعيد 8/86، وصفة الصفوة 2/40، والإصابة (ت 1309)، وتقريب التهذيب 2/617، والأعلام 8/98.
[64329]:ع: "عليه السلام".
[64330]:الوليد بن عقبة بن أبي محيط، أبو وهب، الأموي القرشي من فتيان قريش وشعرائهم، وأجوادهم، وهو أخو عثمان بن عفان لأمه، أسلم يوم فتح مكة. انظر: الاستيعاب 4/1552، والإصابة 3/637، وتقريب التهذيب 2/334، والأعلام 8/122.
[64331]:ع: "نبي عليه السلام".
[64332]:ع: "المطلق": وهو تحريف.
[64333]:ح: "عليه السلام".
[64334]:ساقط من ع.
[64335]:ساقط من ح.
[64336]:ساقط من ع.
[64337]:ساقط من ع.
[64338]:ساقط من ع.
[64339]:انظر: جامع البيان 26/78، وأسباب النزول 291 -292، وابن كثير 4/29، والتفسير القيم 440.
[64340]:ع: "عليه السلام".
[64341]:ع: "عليه السلام".
[64342]:ع: "بيثت".
[64343]:ع: "آذانهم وصلاتهم".
[64344]:ع: "خلد فرءا": وهو تحريف.
[64345]:ع: "نبي الله".
[64346]:ساقط من ع.
[64347]:ع: "عليه السلام".
[64348]:انظر: تفسير مجاهد 611، وجامع البيان 26/79، وابن كثير 4/211، وأحكام ابن العربي 4/1715.
[64349]:ع: "وقوله".