{ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم } وبعد الدعوة إلى تناول الطيبات حصرت المحرمات بأداء الحصر { إنما } ليعلم أن ما وراء ذلك يبقى على أصله وهو الحل كما جاء في محكم التنزيل { قل لا أجد فيما أوحي إليك محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم }{[567]} و{ الميتة } ما فارقته الروح من غير ذكاة مما يذبح وما ليس بمأكول فزكاته كموته كالسباع وغيرهما ؛ { والدم } وورد في هذه الآية مطلقا لكنه قيد في آية سورة الأنعام سورة المذكورة آنفا بقول المولى الحكيم { أو دما مسفوحا } والمطلق يحمل على المقيد ونقل القرطبي الإجماع على ذلك وأوردوا من السنة ما يشهد له {[568]} ؛ { ولحم الخنزير } وإجماع الأمة على جملة لحم الخنزير إلا الشعر فإنه يخرز به نقل هذا عن القرطبي { وما أهل به لغير الله } ما ذكر به عند ذبحه اسم غير اسم الله عز وجل { فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم } لا خلاف بين أهل العلم متقدميهم ومتأخريهم في وجوب رد مهجة المسلم عند خوف الذهاب والتلف . . . ،
أورد هذا صاحب الجامع لأحكام القرآن واستشهد بأحاديث{[569]} كثيرة { غير باغ ولا عاد } قال مجاهد وابن جرير غير باغ على المسلمين ولا عاد عليهم فيدخل في الباغي والعادي وقطاع الطريق والخارج على السلطان والمسافر في قطع الرحم والغارة على المسلمين وما شاكله { فإن الله غفور رحيم }- أي يغفر المعاصي فأولى ألا يؤاخذ بما رخص فيه ومن رحمته أنه رخص-{[570]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.