فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٖ فَتَكُن فِي صَخۡرَةٍ أَوۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَأۡتِ بِهَا ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ} (16)

{ يابني } نداء[ ابن ] مع تصغير ترقيق وإشفاق .

{ تك } مضارع من كان التامة ، وأصلها : تكن ، فحذفت النون للجزم ، أي توجد .

{ يأت بها } يحضرها .

{ لطيف } يصل علمه إلى دقيق الأمور وخفيها .

{ يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير16 يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور17 ولا تصغر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور18 واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير 19 }

يقص علينا الكتاب العظيم كيف تابع لقمان الحكيم عظة ولده ، أو وعظ كل سامع عاقل في شخص ابنه ، فيذكر بأنها- أي القصة أو الحقيقة ، أو الفعلة حسنة أو سيئة إن توجد أو تقع أو تستكن في جوف صخرة ، أو في آفاق وأرجاء السماء ، أو في جنبات وأقطار الأرض فإن الله تعالى يحضرها للحساب عليها والجزاء بمقتضاها : )فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره( {[3429]} ) . . وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين( {[3430]} ، ومع أنها في ثقل حبة الخردل ، وهما غابت عن أعين المخلوقين ، فإنها لا تخفى على الملك المتين ، إنه الخبير البصير .


[3429]:سورة الزلزلة. الآيتان 7 ،8.
[3430]:سورة الأنبياء. من الآية 47.