الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (112)

{ بلى } إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة { مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } من أخلص نفسه له لا يشرك به غيره { وَهُوَ مُحْسِنٌ } في عمله { فَلَهُ أَجْرُهُ } الذي يستوجبه .

فإن قلت : من { أسلم وجهه } كيف موقعه ؟ قلت : يجوز أن يكون { بلى } ردّاً لقولهم ، ثم يقع «من أسلم » كلاماً مبتدأ ، ويكون «من » متضمناً لمعنى الشرط ، وجوابه «فله أجره » ، وأن يكون «من أسلم » فاعلاً لفعل محذوف ، أي بلى يدخلها من أسلم ، ويكون قوله «فله أجره » كلاماً معطوفاً على يدخلها من أسلم .