محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (112)

{ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون 112 } .

{ بلى } إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة { من أسلم وجهه لله } من أخلص نفسه له لا يشرك به غيره . وإنما عبر عن النفس بالوجه ، لأنه أشرف الأعضاء ، ومجمع المشاعر ، وموضع السجود ، ومظهر آثار الخضوع . أو المعنى : من أخلص توجهه وقصده ، بحيث لا يلوي عزيمته إلى شيء غيره { وهو محسن } في عمله ، موافق لهديه صلى الله عليه وسلم ، وإلا لم يقبل ، ولذا قال صلى الله عليه وسلم{[691]} : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) رواه مسلم { فله أجره عند ربه } وهو عبارة عن دخول الجنة . وتصويره بصورة الأجر للإيذان بقوة ارتباطه بالعمل . { ولا خوف عليهم } من لحوق مكروه { ولا هم يحزنون } من فوات مطلوب . والجمع في الضمائر الثلاثة باعتبار معنى { من } كما أن الإفراد في الضمائر الأول باعتبار اللفظ .


[691]:أخرجه مسلم في: 30 ـ كتاب الأقضية، ح 18 عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... (طبعتنا).