فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (112)

{ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } .

ثم رد عليهم فقال { بلى } وهو إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة أي ليس كما تقولون بل يدخلها { من أسلم وجهه لله } أي استسلم ، وقيل أخلص وخص الوجه بالذكر لكونه أشرف ما يرى من الإنسان ، ولأنه موضع السجود ، ومجمع الحواس والمشاعر الظاهرة وفيه يظهر العز والذل ، وقيل أن العرب تخبر بالوجه عن جملة الشيء وإن المعنى هنا الوجه وغيره ، وقيل المراد بالوجه هنا المقصد أي من أخلص مقصده ، ومجموع الشرط والجزاء رد على أهل الكتاب وإبطال لتلك الدعوى { وهو محسن } موحد أي متبع في عمله لله { فله أجره عند ربه } أي ثواب عمله وهو الجنة { ولا خوف عليهم } أي في الآخرة وأما في الدنيا فالمؤمنون أشد خوفا وحزنا من غيرهم لأجل خوفهم من العاقبة { ولا هم يحزنون } على ما فاته من الدنيا أو للموت .