أثبت لغيرهم بقوله : { بلى } ما ادعوا الاختصاص به ، ثم بين أهل الجنة بقوله : { من أسلم وجهه } أي كليته ، لأن الوجه أشرف ما ظهر من الإنسان ، فمن أسلمه أسلم كله ، كما أن " الإيمان " إذعان القلب الذي هو أشرف ما بطن وإذعانه إذعان جميع الأعضاء ؛ و " الإسلام " قال الحرالي : الإلقاء بما يكون من منة{[4469]} في باطن أو ظاهر ؛ و " الوجه " مجتمع حواس الحيوان ، وأحسن ما في الموتان{[4470]} - وهو ما عدا الحيوان ، وموقع الفتنة من الشيء الفتان ؛ وهو أول ما يحاول إبداؤه من الأشياء لذلك{[4471]} { لله } من أجل أنه الله{[4472]} الجامع للكمال .
ولما كان ذكر الأجر لكل واحد بعينه أنص على المقصود وأنفى للتعنت{[4473]} ، أفرد الضمير فقال : { وهو محسن } في جانب الحق{[4474]} بإذعان القلب ، وفي جانب الخلق بما يرضي الرب ، {[4475]}فصار يعبد الله كأنه يراه{[4476]} ، فطابق سره{[4477]} علنه . ولما نفوا الأجر عن غيرهم وأثبته سبحانه للمتصف بالإسلام منهم وممن سواهم وكان ربما قيل إنه أعطى غيرهم لكونه الملك المطلق بغير سبب ربط الأجر بالفاء دليلاً على أن إسلامهم هو السبب فقال : { فله } خاصة{[4478]} { أجره عند ربه } إحساناً إليه بإثبات نفعه على حسب ما ربّه به في كل شريعة .
{[4479]}ولما كان ربما ادعى أنه ما{[4480]} أفرد الضمير إلا لأن المراد واحد بعينه فلا يقدح ذلك في دعوى أنه لن يدخل الجنة إلا اليهود أو النصارى جمع فقال : { ولا خوف عليهم } من آت { ولا هم يحزنون } على شيء فات دفعاً لضرهم ، وهذا كما أثبت سبحانه خلاف دعواهم في مس النار بقوله :{ بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته }[ البقرة : 81 ] الآية{[4481]} ، فالتحم الكلام بذلك أشد التحام وانتظم أي انتظام
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.