الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (280)

{ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ } وإن وقع غريم من غرمائكم ذو عسرة أو ذو إعسار : وقرا عثمان رضي الله عنه . «ذا عسرة » على وإن كان الغريم ذا عسرة . وقرىء : ( ومن كان ذا عسرة ) { فَنَظِرَةٌ } أي فالحكم أو فالأمر نظرة وهي الإنظار . وقرىء : «فنظْرة » بسكون الظاء . وقرأ عطاء : «فناظره » . بمعنى فصاحب الحق ناظره : أي منتظره ، أو صاحب نظرته على طريقة النسب كقولهم : مكان عاشب وباقل ، أي ذو عشب وذو بقل . وعنه : فناظرْه ، على الأمر بمعنى فسامحه بالنظرة وياسره بها { إلى مَيْسَرَةٍ } إلى يسار وقرىء بضم السين ، كمقبرة ومقبرة ومشرقة ومشرقة . وقرىء بهما مضافين بحذف التاء عند الإضافة كقوله :

وَأخْلَفُوكَ عِدَا الأَمْرِ الَّذِي وَعَدُوا ***

وقوله تعالى : { وإقام الصلاة } [ النور : 37 ] . { وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ } ندب إلى أن يتصدقوا برؤس أموالهم على من أعسر من غرمائهم أو ببعضها ، كقوله تعالى : { وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ للتقوى } [ البقرة : 237 ] . وقيل : أريد بالتصدق الإنظار لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل دين رجل مسلم فيؤخره إلا كان له بكل يوم صدقة " { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أنه خير لكم فتعملوا به ، جعل من لا يعمل به وإن علمه كأنه لا يعلمه . وقرىء «تصدّقوا » بتخفيف الصاد على حذف التاء .