تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{مُهۡطِعِينَ مُقۡنِعِي رُءُوسِهِمۡ لَا يَرۡتَدُّ إِلَيۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ وَأَفۡـِٔدَتُهُمۡ هَوَآءٞ} (43)

{ مهطعين } أي : مسرعين إلى ( نحو ) الدعوة حين يدعوهم إلى بيت المقدس . قال محمد : ( مهطعين ) منصوب على الحال{[545]} .

و{ مقنعي رءوسهم } أي : رافعيها { لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء }أي : يديمون النظر .

قال محمد : ( طرفهم ) يعني : نظرهم ، وأصل الكلمة من قولهم : طرف الرجل يطرف طرفا ؛ إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر ؛ فسمي النظر طرفا ؛ لأنه به يكون . ومنه قول الشاعر يذكر سهيلا- النجم في السماء ، وشبه اضطرابه بطرف العين :

أراقب لمحا من سهيل كأنه *** إذا ما بدا في دجنة الليل يطرف{[546]}

قوله عز وجل : { وأفئدتهم هواء } بين الصدر والحلق ؛ فلا تخرج من الحلق ، ولا ترجع إلى الصدر ؛ يعني : قلوب الكفار ؛ هذا تفسير السدي .

قال محمد : وجاء عن ابن عباس : ( هواء ) أي : خالية من كل خير ، وقال أبو عبيدة : وكذلك كل شيء أجوف خاو ، فهو عند العرب هواء .

وأنشد غيره :

كأن الرحل منها فوق صعل *** من الظلمان جؤجؤه هواء{[547]}

يقول : ليس لعظمه مخ .


[545]:انظر: الدر المصون (4/277).
[546]:البيت لجران العود. انظر/ أدب الكاتب (1/73).
[547]:البيت لزهير بن أبي سلمى. انظر/ البحر المحيط (5/430).