تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{مُهۡطِعِينَ مُقۡنِعِي رُءُوسِهِمۡ لَا يَرۡتَدُّ إِلَيۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ وَأَفۡـِٔدَتُهُمۡ هَوَآءٞ} (43)

ثم قال : { مهطعين } ، يعنى مقبلين إلى النار ، ينظرون إليها ، { ينظرون في غير طرف ، { مقنعي } ، يعنى رافعي { رءوسهم } إليها ، { لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء } [ آية :43 ] .

وذلك أن الكفار إذا عاينوا النار شهقوا شهقة زالت منها قلوبهم عن أماكنها ، فتنشب في حلوقهم ، فصارت قلوبهم : { هواء } بين الصدور والحناجر ، فلا تخرج من أفواههم ، ولا ترجع إلى أماكنها ، فذلك قوله سبحانه في حم المؤمن : { إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين } [ غافر :18 ] ، يعنى مكروبين ، فلما بلغت القلوب الحناجر ، ونشبت في حلوقهم ، انقطعت أصواتهم وغصت ألسنتهم .