و«المُهْطِع » المسرع في مَشْيه ؛ قاله ابنُ جُبَيْر وغيره ، وذلك بِذِلَّة واستكانة ، كإِسراع الأسير ونحوه ، وهذا أرجحُ الأقوال ، وقال ابن عباس وغيره : الإِهطاع شدَّة النظر من غير أنْ يَطْرِفَ ، وقال ابنُ زَيْدٍ : «المُهْطِع » : الذي لا يرفع رأسَهُ ، قال أبو عُبَيْدة : قد يكون : الإِهْطَاعُ للوجْهَيْنِ جميعاً : الإِسراع ، وإِدَامَةُ النَّظَر ، و«المُقْنِعُ » : هو الذي يَرْفَعُ رأْسَه قدُماً بوَجْهِهِ نحو الشيْءِ ، ومِنْ ذلك قولُ الشاعر : [ الوافر ]
يُبَاكِرْنَ الْعِضَاهَ بِمُقْنَعَاتٍ *** نَوَاجِذُهُنَّ كَالْحَدَإ الوَقِيعِ
يصفُ الإِبلَ عند رعْيها أَعاليَ الشَّجَر ، وقال الحسن في تفسير هذه الآية : وجوهُ الناسِ يوم القيامَةِ إِلى السماء لا يَنْظُرُ أَحدٌ إِلى أحد ، وذكر المبرِّد فيما حَكَى عنه مكِّيٌّ : أن الإِقناع يوجَدُ في كلامِ العَرب بمعنَى : خَفْضِ الرأسِ من الذِّلَّة .
وقوله سبحانه : { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } [ إبراهيم : 43 ] .
أي : لا يَطْرِفُونَ من الحَذَرِ والجزعِ وشدَّة الحال .
وقوله : { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } : تشبيه محضٌ ، وَجِهَةُ التشبيه يحتملُ أنْ تكون في فراغِ الأَفئدة من الخَيْرِ والرَّجاء والطمعِ في الرحمة ، فهي متخرِّقة مُشَبِهَةٌ الهواءَ في تَفرُّغه من الأشياء ، وانخراقه ، ويحتمل أنْ تكون في اضطراب أفئدتهم وجيشانها في صُدُورهم ، وأنها تذهب وتجيءُ وتبلُغُ علَى ما رُوِيَ حناجرهم ، فهي في ذلك كالهَوَاءِ الذي هو أبداً في اضطراب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.