تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ فَأَنَّىٰ لَهُمۡ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ ذِكۡرَىٰهُمۡ} (18)

{ فهل ينظرون } أي : فما ينتظرون { إلا الساعة } النفخة الأولى التي يهلك الله بها كفار آخر هذه الأمة { أن تأتيهم بغتة } فجأة { فقد جاء أشراطها } كان النبي صلى الله عليه وسلم من أشراطها ، وأشراطها كثير ، منها انشقاق القمر ، ورجم الشياطين بالنجوم .

قال محمد : معنى ( أشراطها ) : أعلامها ، الواحد منها شرط –بالتحريك- وأنشد بعضهم :

فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا*** فقد جعلت أشراط أوله تبدو{[1267]} يحيى : عن أبي الأشهب ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما مثلي ومثل الساعة [ كهاتين . فما فضل إحداهما على الأخرى ، وجمع بين أصبعيه الوسطى والتي يقول الناس : السبابة ]{[1268]} " .

يحيى : عن خداش ، عن أبي عامر ، عن أبي عمران الجوني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حين بُعث إليّ بعث إلى صاحب الصور فأهوى به إلى فيه ، وقدم رجلا وأخر أخرى ، ينتظر متى يؤمر ينفخ ، ألا فاتقوا النفخة " {[1269]} .

{ فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم( 18 ) } أي : فكيف لهم توبتهم إذا جاءتهم الساعة ؟ ! أي : أنها لا تقبل منهم .


[1267]:قائله أبو الأسود الدؤلي كما في الكشاف للزمخشري(4/323).
[1268]:رواه الداني في (الفتن)(373) عن المصنف به فذكره. ورواه البخاري (6503)، (6505)، ومسلم(867) عن أنس وسهل بن سعد وأبي هريرة وجابر مرفوعا.
[1269]:رواه أبو عمرو الداني في (الفتن) (377)،(718)، عن المصنف به فذكره.