{ فهل } أي : ما { ينظرون } أي : ينتظرون وجودها إشارة إلى شدة قربها . { إلا الساعة } وقوله تعالى : { أن تأتيهم } أي : الكافرين بدل اشتمال من الساعة أي : ليس الأمر إلا أن تأتيهم { بغتة } أي : فجأة من غير شعور بها ، ولا استعداد لها . وقوله تعالى : { فقد جاء أشراطها } جمع شرط بسكون الراء وفتحها قال أبو الأسود :
فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا *** فقد جعلت أشراطاً وله تبدو
والأشراط : العلامات ومنه أشراط الساعة وأشرط الرجل نفسه أي ألزمها أموراً قال أوس :
فأشرط فيها نفسه وهو يقسم *** فألقى بأسباب له وتوكلا
والشرط : القطع أيضاً ، مصدر شرط الجلد يشرطه شرطاً قال السهيلي عن ابن سعد عن أنس قال «رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا بالوسطى والتي تلي الإبهام بعثت والساعة كهاتين » وعن أنس قال : «لأحدّثنكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل ، ويكثر الربا ، ويشرب الخمر ، وتقل الرجال ، وتكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد » وعن أبي هريرة قال : «بينما النبيّ صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم إذ جاءه أعرابي ، فقال : متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث ، فقال بعض القوم : سمع ما قال فكره ما قال وقال بعضهم : لم يسمع حتى إذا قضى حديثه ، قال : أين السائل عن الساعة ؟ قال : ها أنا يا رسول الله قال : إذا ضيعت الأمانة ، فانتظر الساعة فقيل : كيف إضاعتها قال : إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة » .
ومن أشراطها انشقاق القمر المؤذن بآية الشمس في طلوعها من مغربها ، وغير ذلك وما بعد مقدّمات الشيء إلا حضوره .
{ فأنى } أي : فكيف وأين { لهم } أي التذكر والاتعاظ والتوبة { إذا جاءتهم ذكراهم } أي : الساعة لا تنفعهم . نظيره قوله تعالى { يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى } [ الفجر : 23 ] ولما علم بذلك أنّ الذكرى غير نافعة إذا انقضت هذه الدار التي جعلت للعمل ، أو جاءت الأشراط المحققة الكاشفة لها ، سبب عنه أمر أعظم الخلق تكويناً ليكون لغيره تكليفاً فقال : { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.