{ فهل ينظرون } أي ما ينتظر كفار مكة { إلا الساعة } أي القيامة { أن تأتيهم } بدل اشتمال من الساعة أي ليس الأمر إلا أن تأتيهم { بغتة } أي فجأة ، وفي هذا وعيد للكفار شديد .
وعن أبي هريرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بادروا بالأعمال سبعا فهل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا ؛ أو مرضا مفسدا ، أو هرما مقعدا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر " {[1491]} أخرجه الترمذي وحسنه { فقد جاء أشراطها } تعليل لمفاجأتها أو لإتيانها من حيث هو ، أو هذا كالعلة للفعل باعتبار تعلقه بالبدل ، لأن ظهور أشراط الشيء موجب لانتظاره ، ومعنى أشراطها أماراتها وعلاماتها ، وكانوا قد قرأوا في كتبهم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، آخر الأنبياء فبعثته من أشراطها قاله الحسن والضحاك ، والأشراط جمع شرط بسكون الراء وفتحها ، وهو العلامة ، وقيل : المراد بأشراطها هنا أسبابها التي هي دون معظمها ، وقيل : أراد بعلامات الساعة انشقاق القمر والدخان كذا قال الحسن ، وقال الكلبي : كثرة المال والتجارة ، وشهادة الزور ، وقطع الأرحام ، وقلة الكرام ، وكثرة اللئام ، قلت : كما يشاهد الآن في هذا الزمان والله المستعان .
قال ابن عباس في الآية : أول الساعات . وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما " من حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعثت أنا والساعة كهاتين ، وأشار بالوسطى والسبابة " {[1492]} ، ومثله عند البخاري من حديث سهل بن سعد ، وفي الباب أحاديث كثيرة فيها بيان أشراط الساعة وبيان ما قد وقع منها ، وما لم يكن قد وقع وهي تأتي في مصنف مستقل فلا نطيل بذكرها ، وفي هذا الباب كتاب الإشاعة لأشراط الساعة ، وهو نفيس جدا .
{ فأنى لهم إذا جاءتهم ؟ } الساعة بغتة { ذكراهم } أي : فمن أين لهم التذكر والأتعاظ والتوبة والخلاص ، كقوله : { يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ؟ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.