النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ فَأَنَّىٰ لَهُمۡ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ ذِكۡرَىٰهُمۡ} (18)

قوله عز وجل : { فَهَل يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأتِيَهُم بَغْتَةً } أي فجأة .

{ فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : أشراطها آياتها ، قاله ابن زيد .

الثاني : أوائلها{[2668]} ، قاله ابن عباس .

الثالث : أنه انشقاق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله الحسن .

الرابع : ظهور النبي ، قاله الضحاك . قال الضحاك لأنه آخر الرسل وأمته آخر الأمم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بُعِثْتُ{[2669]} وَالسَّاعَة كَهَاتِينِ " وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى .

{ فَأَنَّى لَهُمْ } قال السدي : معناه فكيف لهم النجاة .

{ إذَا جَآءَتْهُمْ ذِكرَاهُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : إذا جاءتهم الساعة ، قاله قتادة .

الثاني : إذا جاءتهم الذكرى عند مجيء الساعة ، قاله ابن زيد .

وفي الذكرى وجهان :

أحدهما : تذكيرهم بما عملوه من خير أو شر .

الثاني : هو دعاؤهم بأسمائهم تبشيراً أو تخويفاً .

روى أبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أَحْسِنُوا أَسْمَآءَكُم فَإِنَّكُم تُدْعَوْنَ بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ{[2670]} ، يَا فُلاَنُ قُمْ إِلَى نُورِكَ ، يَا فُلاَنُ قُمْ فَلاَ نُورَ لَكَ " .


[2668]:أوائلها: هكذا بالأصول ولعلها أدلتها أي أمارتها.
[2669]:هاذ الحديث عن أنس وخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه واللفظ لمسلم. انظر جامع الأصول 10 /285.
[2670]:رواه أبو داود في الأدب وأخرجه ابن حبان في صحيحه. لكن ليس فيه قوله: يا فلان... الخ عندهما. كما أن فيه انقطاعا انظر جامع الأصول 1/ 357، وموارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ص 479.