مكية في قول ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر ، ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك ، والسدي ، وهي أربع آيات{[1]} ، وخمس عشرة كلمة ، وسبعة وأربعون حرفا .
قوله تعالى : { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } . في «هُوَ » وجهان :
أحدهما : أنه ضمير عائد على ما يفهم من السياق ، فإنه يروى في سبب النزول أنهم قالوا : صف لنا ربَّك وانسبه .
وقيل : قالوا له : أنُحَاسٌ هو أم حَديدٌ ؟ فنزلت .
وحينئذ يجوز أن يكون «اللهُ » مبتدأ ، و «أحد » خبره ، والجملة خبر الأولِ ، ويجوز أن يكون «الله » بدلاً ، و«أحد » الخبر ، ويجوز أن يكون «الله » خبراً أولاً ، و«أحد » خبراً ثانياً ، ويجوز أن يكون «أحد » خبراً لمبتدأ محذوف ، أي «هو أحد » ، والثاني : ضمير الشأن ؛ لأنه موضع تعظيم ، والجملة بعد خبره مفسرة .
وهمزة «أحد » بدل من واو ؛ لأنه من الوحدة ، وإبدال الهمزة من الواو المفتوحة قليل ، منه : امرأة أناة من الونى ، وهو الفُتُور ، وتقدم الفرق بين «أحد » هذا ، و «أحد » المراد به العموم ، فإن همزة ذاك أصل بنفسها .
ونقل أبو البقاء{[61098]} أن همزة «أحد » هذا غير مقلوبة ؛ بل أصلها بنفسها ، فالمراد به العموم . والأول هو المعروف .
وفرق ثعلب بين «أحد » و «واحد » بأنَّ الواحد يدخله العدد والجمع والاثنان ، و «أحد » لا يدخله ذلك ، ويقال : اللهُ أحد ، ولا يقال : زيد أحد ؛ لأن لله تعالى هذه الخصوصية ، وزيد له حالات شتى . ورد عليه أبو حيَّان بأنه يقال{[61099]} : أحد وعشرون ، ونحوه ، فقد دخله العدد . انتهى .
وقال مكيٌّ : إن أصله : «واحد » ، فأبدلت الواو همزة ، فاجتمع ألفان ؛ لأن الهمزة تشبه الألف ، فحذفت إحداهما تخفيفاً .
وقرأ عبد الله وأبيّ{[61100]} : { الله أَحَدٌ } دون «قُلْ » .
وقرأ النبي{[61101]} صلى الله عليه وسلم : { الله أَحَدٌ } بغير { قُلْ هُوَ } .
وقرأ الأعمش{[61102]} : «قل هو الله الواحد » .
وقرأ العامة : بتنوين «أحَدٌ » وهو الأصل .
وزيد بن علي وأبان بن عثمان ، وابن أبي إسحاق{[61103]} والحسن ، وأبو السمال ، وأبو عمرو في رواية ، في عدد كثير : بحذف التنوين للخفة ، ولالتقاء الساكنين ، كقوله : [ الكامل ]
5352- عَمروُ الذي هَشمَ الثَّريدَ لقومهِ *** ورِجالُ مكَّة مُسنتُونَ عِجَافُ{[61104]}
5353- . . . *** ولا ذَاكِرَ اللَّهَ إلاَّ قَلِيلاً{[61105]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.