اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مِن نُّطۡفَةٍ إِذَا تُمۡنَىٰ} (46)

قوله : { مِن نُطْفَةٍ إِذَا تُمنى } أي تُصَبُّ في الرَّحِمِ ؛ يُقَالُ : مَنَى الرَّجُلُ وأمْنَى . قاله الضحاك وعطاء بن أبي رباح .

وقيل : تقدر ، يقال : مَنَيْتُ الشَّيْءَ إذا قَدَّرْتهُ{[53746]} . وهذا أيضاً تنبيه على كمال القدرة ، لأن النطفة جسم متناسب الأجزاء يخلق اللَّهُ منها أعضاء مختلفةً ، وطباعاً متباينةً ، وخلق الذكر والأنثى منها أعجب ما يكون ، ولهذا لم يَقْدِرِ أحد على أن يَدَّعِيَهُ كما لم يَقْدِر على أن يَدَّعِيَ خلق السماوات ، ولهذا قال تعالى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله }{[53747]} [ لقمان : 25 ] .


[53746]:البغوي والخازن 6/270.
[53747]:انظر الرازي السابق.