اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فِي صُحُفٖ مُّكَرَّمَةٖ} (13)

وقوله : { فَي صُحُفٍ } صفة لتذكرة . فقوله : { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } جملة معترضة بين الصفة وموصوفها ، ونحوها { فَمَن شَآءَ اتخذ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً } [ المزمل : 19 ] ويجوز أن يكون «في صحف » خبراً ثانياً ل «إنها » والجملة معترضة بين الخبرين .

فصل

اعلم أنه تعالى وصف تلك التذكرة بأمرين :

الأول : قوله : { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } أي هذه تذكرة بينة ظاهرة بحيث لو أرادوا فهمها والاتعاظ بها والعمل بموجبها لقدروا عليه .

والثاني : قوله : { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } أي تلك التذكرة معدة في هذه الصحف المكرمة ، والمراد من ذلك تعظيم حال القرآن والتنويه بذكره والمعنى أن هذه التذكرة مثبتة في صحف .