اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقۡبَرَهُۥ} (21)

قوله تعالى : { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } هذه المرتبة الثالثة ، أي : جعل له قبراً يوارى فيه يقال : قبرهُ إذا دفنه ، وأقبرهُ ، أي : جعلهُ بحيث يقبر ، وجعل له قبراً إكراماً له ، ولم يجعله ممَّن يُلْقَى على وجه الأرض تأكله الطير . قاله الفراء .

قال أبو عبيدة : «أقْبَرَهُ » جعل له قبراً ، وأمرَ أن يقبر ، والقَابِرُ : هو الدَّافن بيده ؛ قال : الأعشى : [ السريع ]

5108- لَوْ أسْندَتْ مَيْتاً إلى نَحْرِهَا *** عَاشَ ولَمْ يُنْقَلْ إلى قَابرِ{[59367]}

يقال : قبرت الميت «أي » دفنته ، وأقبره الله أي : صيَّرهُ بحيثُ جعل لهُ قبراً .

وتقول العرب : بترت ذنب البعير وأبتره الله ، وعضبت قرن الثور ، وأعضبه الله وطردت فلاناً ، والله أطرده ، أي : صَيَّره طريداً .


[59367]:يروى صدرها مكان (نحرها). ينظر ديوان الأعشى ص 93، وسمط اللآلىء 1/275، 2/756، ومجاز القرآن 2/286، وإعراب القرآن للنحاس 3/629، 5/152، والطبري 30/36، ومجمع البيان 10/663، والقرطبي 19/143.