تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَـٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (36)

{ والبُدْنَ } الإبل عند الجمهور ، أو الإبل والبقر ، أو ذوات الخف من الإبل والبقر والغنم حكاه ابن شجرة سميت بدنا لأنها مُبدنة بالسمن { شعائر الله } معالم دينه ، أو فروضه { فيها خير } أجر ، أو ركوبها عند الحاجة وشرب لبنها عند الحلب { صَواف } مصطفة ، أو قائمة تصفُّ بين أيديها بالقيود ، أو معقولة ، قرأ الحسن ' صوافي ' أي خالصة لله -تعالى- من الصفوة ، ابن مسعود ' صوافن ' معقولة إحدى يديها فتقوم على ثلاث صفن الفرس ثنى إحدى يديه وقام على ثلاث . وقال :

ألف الصفون فما يزال كأنه *** مما يقوم على الثلاث كسيرا

{ وَجَبَتْ جُنوبها } سقطت إلى الأرض ، وجب الحائط سقط ، وجبت الشمس غربت { فكُلوا } يجب الأكل من المتطوع به ، أو يستحب عند الجمهور ولا يجب ، كانوا في الجاهلية يحرمون أكلها على أنفسهم . { القانع } السائل و { المُعْتَر } المتعرض بغير سؤال " ح " أو القانع الذي لا يسأل والمعتر يعتري فيسأل ، أو القانع المسكين الطَّواف والمعتر الصديق الزائر ، أو القانع : الطامع ، والمعتر الذي يعتري بالبدن ويتعرض للحم لأنه ليس عنده لحم .