البدن : جمع بدنة كثمر جمع ثمرة قاله الزجاج ، سميت بذلك لأنها تبدن أي تسمن . وقال الليث : البدنة بالهاء تقع على الناقة والبقرة والبعير مما يجوز في الهدي والأضاحي ، ولا يقع على الشاة وسميت بدنة لعظمها . وقيل : تختص بالإبل . وقيل : ما أشعر من ناقة أو بقرة قاله عطاء وغيره . وقيل : البدن مفرد اسم جنس يراد به العظيم السمين من الإبل والبقر ، ويقال للسمين من الرجال .
القانع : السائل ، قنع قنوعاً سأل وقنع قناعة تعفف واستغنى ببلغته . قال الشماخ :
مفاقره أعف من القنوع *** لمال المرء يصلحه فيغني
المعتر : المتعرض من غير سؤال . وقال ابن قتيبة : غرّه واغترّه وعراه واعتراه أتاه طالباً لمعروفه . قال الشاعر :
سلي الطارق المعتر يا أمّ مالك *** إذا ما اعتراني بين قدري ومجزري
لعمرك ما المعتر يغشى بلادنا لنمنعه بالضائع المنهضم
وقرأ الجمهور { البدن } بإسكان الدال .
وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وشيبة وعيسى بضمها وهي الأصل ، ورويت عن أبي جعفر ونافع .
وقرأ ابن أبي إسحاق أيضاً بضم الياء والدال وتشديد النون ، فاحتمل أن يكون اسماً مفرداً بُني على فعل كعتل ، واحتمل أن يكون التشديد من التضعيف الجائز في الوقف ، وأجرى الوصل مجرى الوقف ، والجمهور على نصب { والبدن } على الاشتغال أي وجعلنا { البدن } وقرىء بالرفع على الابتداء و { لكم } أي لأجلكم و { من شعائر } في موضع المفعول الثاني ، ومعنى { من شعائر الله } من أعلام الشريعة التي شرعها الله وأضافها إلى اسمه تعالى تعظيماً لها { لكم فيها خير } قال ابن عباس : نفع في الدنيا ، وأجر في الآخرة .
وقال النخعي : من احتاج إلى ظهرها ركب وإلى لبنها شرب { عليها صواف } أي على نحرها .
وقال ابن عمر : قائمة قد صفت أيديها بالقيود .
وقال ابن عيسى : مصطفة وذكر اسم الله أن يقول عند النحر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ، اللهم منك وإليك .
وقرأ أبو موسى الأشعري والحسن ومجاهد وزيد بن أسلم وشقيق وسليمان التيمي والأعرج : صوافي جمع صافية ونون الياء عمرو بن عبيد .
قال الزمخشري : التنوين عوض من حرف عند الوقف انتهى .
والأولى أن يكون على لغة من صرف ما لا ينصرف ، ولا سيما الجمع المتناهي ، ولذلك قال بعضهم والصرف في الجمع أي كثيراً حتى ادّعى قوم به التخيير أي خوالص لوجه الله تعالى لا يشرك فيها بشيء ، كما كانت الجاهلية تشرك .
وقرأ الحسن أيضاً { صواف } مثل عوار وهو على قول من قال فكسرت عار لحمه يريد عارياً وقولهم : اعط القوس باريها .
وقرأ عبد الله وابن عمر وابن عباس والباقر وقتادة ومجاهد وعطاء والضحاك والكلبي والأعمش بخلاف عنه صوافن بالنون ، والصافنة من البدن ما اعتمدت على طرف رجل بعد تمكنها بثلاث قوائم وأكثر ما يستعمل في الخيل { فإذا وجبت جنوبها } عبارة عن سقوطها إلى الأرض بعد نحرها .
قال محمد بن كعب ومجاهد وإبراهيم والحسن والكلبي { القانع } السائل { والمعتر } المعترض من غير سؤال ، وعكست فرقة هذا .
وحكى الطبري عن ابن عباس { القانع } المستغني بما أعطيه { والمعتر } المعترض من غير سؤال .
وحكى عنه { القانع } المتعفف { والمعتر } السائل .
وعن مجاهد { القانع } الجار وإن كان غنياً .
وقال قتادة { القانع } من القناعة { والمعتر } المعترض للسؤال .
وقيل { المعتر } الصديق الزائر .
وقرأ أبو رجاء : القنع بغير ألف أي { القانع } فحذف الألف كالحذر والحاذر .
وقرأ الحسن والمعتري اسم فاعل من اعترى .
وقرأ عمرو وإسماعيل { والمعتر } بكسر الراء دون ياء ، هذا نقل ابن خالويه .
وقال أبو الفضل الرازي في كتاب اللوامح أبو رجاء بخلاف عنه ، وابن عبيد والمعتري على مفتعل .
وعن ابن عباس برواية المقري { والمعتر } أراد المعتري لكنه حذف الياء تخفيفاً واستغناءً بالكسرة عنها ، وجاء كذلك عن أبي رجاء .
وقال جعفر بن محمد أطعم القانع والمعتر ثلثاً ، والبائس الفقير ثلثاً ، وأهلي ثلثاً .
وقال ابن المسيب : ليس لصاحب الهدي منه إلاّ الربع وهذا كله على جهة الاستحباب لا الفرض قاله ابن عطية { كذلك } سخرها لكم أي مثل ذلك التسخير { سخرناها لكم } تأخذونها منقادة فتعقلونها وتحبسونها صافة قوائمها فتطعنون في لباتها ، منّ عليهم تعالى بذلك ولولا تسخير الله لم تطق ولم تكن بأعجز من بعض الوحوش التي هي أصغر منها جرماً وأقل قوّة ، وكفى بما يتأبد من الإبل شاهداً وعبرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.