تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَـٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (36)

{ والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير } أي : أجر في نحرها ، والصدقة منها يتقربون بها إلى الله . قال محمد : من قرأ ( البدن ) بالنصب فعلى فعل مضمر ، المعنى : وجعلنا البدن{[828]} .

{ فاذكروا اسم الله عليها صواف } تفسير مجاهد يعني : معقلة قياما . وهي في قراءة ابن مسعود ( صوافن ) .

قال محمد : من قرأ ( صواف ) مشددة{[829]} ، فالمعنى : صفت قوائمها ، والنصب فيها على الحال ، ولا تنون ، لأنها لا تنصرف ومن قرأ ( صوافن ) فالصافن : الذي يقوم على ثلاث ، يقال : صفن الفرس ، إذا رفع إحدى رجليه ، فقام على طرف الحافر ، والبعير إذا أرادوا نحره تعقل إحدى يديه فهو الصافن والجميع : صوافن . وقرئت ( صوافي ) بالياء والفتح بغير تنوين ، وتفسيره : خوالص ، أي : خالصة لله لا يشرك بالله- جل وعز- في التسمية على نحرها أحد .

وقد ذكر يحيى هذه القراءات ولم يلخصها هذا التلخيص .

قال : { فإذا وجبت جنوبها } أي : أسقطت للموت { فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر } قال الحسن : القانع : السائل ، والمعتر : الذي يتعرض ويقبل إن أعطي شيئا .

قال محمد : يقال : قنع يقنع من السؤال ، وقنع يقنع من الرضا والمعتر : الذي يعتريك ، أي : يلم لتعطيه ولا يسأل{[830]} .


[828]:قال السجستاني: البدن جمع بدنة وهي ما جعل في الأضحى للنحر وللنذر وأشباه ذلك، فإذا كانت للنحر على كل حال فهو جزور. وانظر غريب القرآن (ص141)، وإعراب القرآن للنحاس (2/403)، والبحر المحيط لأبي حيان (6/369)
[829]:انظر الطبري (118) وزاد المسير (5/432) والقرطبي (12/61) والبحر المحيط (6/369).
[830]:للعلماء أقوال في معنى (القانع والمعتر) وانظر معاني الفراء (2226) وابن قتيبة (293) وتفسير الطبري (17/120) وزاد المسير (5/433) وتفسير القرطبي (12/71) والنكت للماوردي (3/82) والمجاز لأبي عبيدة (2/51) وغريب السجستاني (ص289).