{ والبدن } بضمِّ الباءِ وسكون الدَّالِ . وقُرئ بضمِّها . وهُما جَمْعا بَدَنةٍ ، وقيل الأصلُ ضمُّ الدَّالِ كخُشُبٍ وخَشَبةٍ والتَّسكينُ تخفيفٌ منه . وقُرئ بتشديدِ النُّونِ على لفظِ الوقفِ . وإنَّما سُمِّيتْ بها الإبلُ لعظمِ بَدَنِها ، مأخوذةٌ من بَدُنَ بَدَانةً وحيثُ شاركها البقرةُ في الإجزاءِ عن سبعةٍ بقوله صلى الله عليه وسلم : « البُدْنةُ عن سبعةٍ والبقرةُ عن سبعةٍ »{[553]} جُعلا في الشَّريعةِ جنساً واحداً . وانتصابُه بمضمرٍ يفسِّرهُ : { جعلناها لَكُمْ } وقُرئ بالرَّفعِ على أنَّه مبتدأٌ والجملةُ خبرُهُ . وقولُه تعالى : { مِن شَعَائِرِ الله } أي من أعلامِ دينهِ التي شرعها اللَّهُ تعالى . مفعولٌ ثانٍ للجعل . ولكُم ظرفُ لغوٍ متعلِّقٌ به . وقولُه تعالى : { لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ } أي منافعُ دينيَّةٌ ودنيويَّةٌ . جملة مستأنفةٌ مقرِّرةٌ لما قبلها .
{ فاذكروا اسم الله عَلَيْهَا } بأنْ تقولُوا عند ذبحِها اللَّهُ أكبرُ لا إله إلاَّ اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ اللهمَّ منكَ وإليكَ { صَوَافَّ } أي قائماتٍ قد صففنَ أيديهنَّ وأرجلهنَّ . وقُرئ صَوَافنَ من صَفن الفرسُ إذا قام على ثلاثٍ وعلى طرفِ سُنْبكِ الرَّابعةِ لأنَّ البدنةَ تُعقل إحدى يديها فتقومُ على ثلاثٍ . وقُرئ صَوَافِنا بإبدالِ التَّنوينِ من حرفِ الإطلاقِ عند الوقفِ . وقُرئ صَوَافى أي خَوَالصَ لوجهِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ . وصَوَافْ على لغة مَن يُسكِّنُ الياءَ على الإطلاق كما في قوله :
لعلِّي أرى باقْ على الحدئانِ *** . . . . . . . .
{ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } سقطتْ على الأرضِ وهو كنايةٌ عن الموت { فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ القانع } الرَّاضيَ بما عنده من غير مسألةٍ ، ويؤيِّدهُ أنَّه قُرئ القنع . أو السَّائلَ من قَنع إليه قُنوعاً إذا خضعَ له في السُّؤالِ { والمعتر } أي المتعرِّضَ للسُّؤالِ . وقُرئ المُعتري يقال عَرّهُ وعَرَاهُ واعترَّهُ واعتراهُ { كذلك } مثلَ ذلك التَّسخيرِ البديعِ المفهوم من قوله تعالى : { سخرناها لَكُمْ } مع كمالِ عظمِها ونهايةِ قوَّتِها فلا تستعصي عليكم حتَّى تأخذوها منقادةً فتعقِلونها وتحبسونها صافَّة قوائمها ثم تطعنونَ في لبَّاتِها { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لتشكرُوا إنعامَنا عليكم بالتَّقرُّب والإخلاصِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.