تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (154)

{ أمنة نعاساً } لما توعد الكفار المؤمنين يوم أُحد بالرجوع تأهب للقتال أبو طلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وغيرهم ، تحت حُجَفهم فناموا حتى أخذتهم الأمنة . { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم } بالخوف فلم يناموا ، لظنهم { ظن الجاهلية } في التكذيب بوعد الله . { لو كان لنا من الأمر شيء } ما خرجنا أي أُخرجنا كرهاً ، أو الأمر : النصر أي ليس لنا من الظفر شيء كما وعدنا تكذيباً منهم بذلك . { لبرز } لخرج { الذين كتب عليهم القتل } منكم ولم ينجهم قعودهم ، أو لو تخلفتم لخرج المؤمنون ولم يتخلفوا بتخلفكم . { وليبتلي الله } يعاملكم معاملة المبتلي ، أو ليبتلي أولياؤه فأضافه إليه تفخيماً .