التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (154)

{ أمنة نعاسا } قال ابن مسعود : نعسنا يوم أحد ، والنعاس في الحرب أمان من الله .

{ يغشى طائفة منكم } هم المؤمنون المخلصون ، غشيهم النعاس تأمينا لهم .

{ وطائفة قد أهمتهم أنفسهم } هم المنافقون كانوا خائفين من أن يرجع إليهم أبو سفيان ، والمشركون .

{ غير الحق } معناه يظنون أن الإسلام ليس بحق ، وأن الله لا ينصرهم ، وظن الجاهلية بدل وهو على حذف الموصوف تقديره ظن المودة الجاهلية ، أو الفرقة الجاهلية .

{ هل لنا من الأمر من شيء } قالها : عبد الله بن أبي ابن سلول ، والمعنى ليس لنا رأي ، ولا يسمع قولنا أو لسنا على شيء من الأمر الحق ، فيكون قولهم على هذا كفرا .

{ يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك } يحتمل أن يريد الأقوال التي قالوها أو الكفر .

{ لو كان لنا من الأمر شيء } قاله : معشب بن قشير ويحتمل من المعنى ما احتمل قول عبد الله بن أبي .

{ قل لو كنتم في بيوتكم } الآية : رد عليهم وإعلام بأن أجل كل إنسان إنما هو واحد ، وأن من لم يقتل يموت لأجله ، ولا يؤخر ، وأن من كتب عليه القتل لا ينجيه منه شيء { وليبتلي } يتعلق بفعل تقديره فعل بكم ذلك ليبتلي .