تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (27)

{ يبدأ الخَلْقَ } بعلوقه في الرحم ثم يعيده بالبعث استدلالاً بالنشأة على الإعادة . { أهون عليه } إعادة الخلق أهون على الله تعالى من ابتدائه لأن الإعادة أهون من البُدأة عُرفاً وإن كانا هينين على الله تعالى ، أو الإعادة أهون على المخلوق لأنه يقلب نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم رضيعاً ثم فطيماً وفي الإعادة يُصاح به فيعود سوياً " ع " أو أهون بمعنى هين قال :

إن الذي سمك السماء بنى لنا *** بيتاً دعائمه أعز وأطول

وأهون أيسر وأسهل { المثل الأعلى } الصفة العليا ليس كمثله شيء " ع " أو شهادة أن لا إله إلا الله ، أو يحيي ويميت { العزيز } المنيع في قدرته أو القوي في انتقامه { الحكيم } في تدبيره ، أو في إعذاره وحجته إلى عباده .