تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (27)

{ وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم } .

المفردات :

المثل الأعلى : الوصف الأعظم .

العزيز : الغالب .

التفسير :

الله تعالى بدأ خلق الكون كله قال تعالى : { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } . ( غافر : 57 ) .

والله تعالى يعيد هذا الكون بالبعث بعد الموت والإعادة أهون من البدء بالنسبة للمخاطبين وإلا فالله تعالى ليس عليه هين أهون ، فجميع الأمور في قبضته وتحت قدرته .

قال تعالى : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون } . ( يس : 82-83 ) .

والمقصود من الآية التقريب بالنسبة لعقول المنكرين للبعث والإعادة ، فإن إعادة شيء من مادته الأولى أهون على الناس من إيجاده ابتداء .

وقصارى ذلك :

إنه أهون عليه بالإضافة إلى أعمالكم ، وبالقياس إلى أقداركم وذهب بعض المفسرين إلى أن " أفعل التفضيل " على غير بابها فيكون معنى : { وهو أهون عليه } . وهو هين عليه .

{ وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم } .

وله الوصف الأعلى الذي ليس لغيره ما يدانيه فيهما ، كالقدرة العامة والحكمة التامة ، فكل شيء بدءا وإعادة وإيجادا وإعداما عنده على حد سواء ، ولا مثل له ولا ند فهو منزه عن النظير والمثيل . { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . ( الشورى : 11 ) .

{ وهو العزيز } . الغالب الذي لا يغلب ولا يغالب .

{ الحكيم } . في تدبير خلقه وتصريف شؤونه فيما أراد وفق الحكمة والسداد .

***