بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (27)

ثم قال عز وجل : { وَهُوَ الذي يَبْدَأُ الخلق } أي : خلق آدم ، فبدأ خلقهم ولم يكونوا شيئاً { ثُمَّ يُعِيدُهُ } يعني : يبعثهم في الآخرة أحياء { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } يعني : في المثل عندكم ، لأن إبداء الشيء أشدّ من إعادته . ويقال : إن ابتداءه كان نطفة ، ثم جعله علقة ، ثم جعله مضغة ، ثم لحماً ، ثم عظاماً . وفي الآخرة حال واحد وذلك هو أهون عليه من هذا . وقال القتبي عن أبي عبيدة : { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } يعني : هيّن عليه كما يقال : الله أكبر ، أي : الكبير . ويقال : الإعادة أهون عليه من البداية ، والبداية عليه هين .

ثم قال : { وَلَهُ المثل الأعلى فِي السماوات والأرض } يعني : الصفات العلى بأنه واحد لا شريك له { وَهُوَ العزيز } في ملكه { الحكيم } في أمره .