تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (27)

{ ابني آدم } رجلان من بني إسرائيل قاله الحسن ، أو قابيل وهابيل ابنا آدم - عليه الصلاة والسلام - لصلبه . { قرباناً } براً يقصد به التقرب من رحمة الله -تعالى- قرباه لغير سبب ، أو لسبب على الأشهر ، كانت حواء تضع في كل عام غلاماً وجارية فيتزوج الغلام بالجارية من البطن الآخر ، ولم يزل بنو آدم في نكاح الأخوات حتى مضت أربعة آباء فنكح ابنة عمه وذهب نكاح الأخوات ، فلما أراد هابيل أن يتزوج بتوأمة قابيل منعه لأنه وتوأمته أحسن من هابيل وتوأمته ، أو لأنهما من ولادة الجنة وهابيل وتوأمته من ولادة الأرض ، فكان هابيل راعيا فقرب سخلة سمينه من خيار ماله ، وكان قابيل حراثا فقرب جُرْزة سنبل من شر ماله فنزلت نار بيضاء فرفعت قربان هابيل علامة لقبوله وتركت قربان قابيل ولم يكن لهم مسكين يتصدّق عليه وتقبل قربان هابيل لتقربه بخيار ماله قاله الأكثرون ، أو لأنه أتقى من قابيل ولذلك قال { إنما يتقبّل الله من المتقين } والتقوى ها هنا الصلاة وكانت السخلة المذكورة ترعى في الجنة حتى فُدي بها إسحق أو إسماعيل ، وقربا ذلك بأمر آدم - عليه الصلاة والسلام - لما اختصما إليه ، أو من قبل أنفسهما ، وكان آدم - عليه الصلاة والسلام - قد توجه إلى مكة - بإذن ربه - زائراً ، فلما رجع وجده قد قتله ، وكان عند قتله كافراً ، أو فاسقاً .