جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (27)

{ واتل عليم نبأ ابني آدم } : هابيل وقابيل { بالحق } أي : تلاوة متلبسة بالصدق { إذ قرّبا قُربانا } ظرف للنبأ . والقربان : اسم لكل ما يتقرب به إلى الله من ذبيحة وغيرها { فتُقبّل من أحدهما } هابيل { ولم يُتقبّل من الآخر } قابيل كان من شأنهما أنه لم يكن مسكين يتصدق عليه فبينما هما قاعدان فقالا : نقرب قربانا فقرب هابيل خير غنمه وقرب الآخر أبغض زرعه ، فجاءت نار من السماء وأكلت الشاة وتركت الزرع وكان هذا علامة القبول والرد وهذا الكبش الذي فدى به إسماعيل أتى به من الجنة فحسد قابيل أخاه{[1231]} { قال لأقتُلنّك قال } هابيل { إنما يتقبّل الله من المتقين } أي : لم تقتلني ولا ذنب لي وإنما أتيت من قبل نفسك بتركك التقوى .


[1231]:ذكره السيوطي في (الدر المنثور) (2/ 484) وعزاه لابن جرير عبد الله بن عباس –رضي الله عنه-.