معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (27)

قوله تعالى : { واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق } ، وهما هابيل وقابيل ، ويقال له قابين .

قوله تعالى : { إذ قربا قرباناً } ، وكان سبب قربانهما على ما ذكره أهل العلم أن حواء كانت تلد لآدم عليه السلام في كل بطن غلاماً وجاريةً ، وكان جميع ما ولدته أربعين ولداً في عشرين بطناً ، أولهم قابيل وتوأمته إقليما ، وآخرهم عبد المغيث ، وتوأمته أمة المغيث ، ثم بارك الله عز وجل في نسل آدم عليه السلام ، قال ابن عباس : لم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفاً . واختلفوا في مولد قابيل وهابيل ، فقال بعضهم : غشي آدم حواء بعد مهبطهما إلى الأرض بمائة سنة ، فولدت له قابيل وتوأمته إقليما في بطن واحد ، ثم ولدت هابيل وتوأمته لبودا في بطن . وقال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول : إن آدم كان يغشى حواء في الجنة قبل أن يصيب الخطيئة ، فحملت فيها بقابيل وتوأمته إقليما ، فلم تجد عليهما وحماً ولا وصباً ولا طلقاً حتى ولدتهما ، ولم تر معهما دماً ، فلما هبط إلى الأرض تغشاها ، فحملت بهابيل وتوأمته ، ووجدت عليهما الحم والوصب والطلق والدم ، وكان آدم إذا شب أولاده يزوج غلام هذا البطن جارية بطن أخرى ، فكان الرجل منهم يتزوج أية أخواته شاء إلا توأمته التي ولدت معه ، لأنه لم يكن يومئذ نساء إلا أخواتهم ، فلما ولد قابيل وتوأمته إقليما ، ثم هابيل وتوأمته لبودا ، وكان بينهما سنتان في قول الكلبي ، وأدركوا ، أمر الله تعالى آدم عليه السلام أن ينكح قابيل لبودا أخت هابيل ، وينكح هابيل إقليما أخت قابيل ، وكانت أخت قابيل أحسن من أخت هابيل ، فذكر ذلك آدم لولده ، فرضي هابيل وسخط قابيل وقال : هي أختي ، أنا أحق بها ، ونحن من ولادة الجنة وهما من ولادة الأرض ، فقال له أبوه : إنها لا تحل لك ، فأبى أن يقبل ذلك ، وقال : إن الله لم يأمره بهذا ، وإنما هو من رأيه ، فقال لهما آدم عليه السلام : فقربا قرباناً ، فأيكما يقبل قربانه فهو أحق بها ، وكانت القرابين إذا كانت مقبولة نزلت نار من السماء بيضاء فأكلتها ، وإذا لم تكن مقبولة لم تنزل النار ، وأكلته الطير والسباع ، فخرجا ليقربا قرباناً ، وكان قابيل صاحب زرع ، فقرب صبرة من طعام من أردأ زرعه ، وأضمر في نفسه ما أبالي أيقبل مني أم لا ، لا يتزوج أختي أبداً ، وكان هابيل صاحب غنم ، فعمد إلى أحسن كبش في غنمه فقرب به ، وأضمر في نفسه رضا الله عز وجل ، فوضعا قربانيهما على الجبل ، ثم دعا آدم عليه السلام فنزلت نار من السماء وأكلت قربان هابيل ولم تأكل قربان قابيل .

قوله تعالى : { فتقبل من أحدهما } يعني هابيل .

قوله تعالى : { ولم يتقبل من الآخر } ، يعني : قابيل ، فنزلوا عن الجبل وقد غضب قابيل لرد قربانه ، وكان يضمر الحسد في نفسه إلى أن أتى آدم مكة لزيارة البيت ، فلما غاب آدم أتى قابيل هابيل وهو في غنمه .

قوله تعالى : { قال لأقتلنك } قال : ولم ؟ قال : لأن الله تعالى قبل قربانك ورد قرباني ، وتنكح أختي الحسناء وأنكح أختك الدميمة ، فيتحدث الناس أنك خير مني ، ويفتخر ولدك على ولدي .

قوله تعالى : { قال } هابيل وما ذنبي ؟

قوله تعالى : { إنما يتقبل الله من المتقين }

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (27)

{ 27 - 31 } { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ }

إلى آخر القصة{[261]}  أي : قص على الناس وأخبرهم بالقضية التي جرت على ابني آدم بالحق ، تلاوة يعتبر بها المعتبرون ، صدقا لا كذبا ، وجدا لا لعبا ، والظاهر أن ابني آدم هما ابناه لصلبه ، كما يدل عليه ظاهر الآية والسياق ، وهو قول جمهور المفسرين .

أي : اتل عليهم نبأهما في حال تقريبهما للقربان ، الذي أداهما إلى الحال المذكورة .

{ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا } أي : أخرج كل منهما شيئا من ماله لقصد التقرب إلى الله ، { فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ } بأن علم ذلك بخبر من السماء ، أو بالعادة السابقة في الأمم ، أن علامة تقبل الله لقربان ، أن تنزل نار من السماء فتحرقه .

{ قَالَ } الابن ، الذي لم يتقبل منه للآخر حسدا وبغيا { لَأَقْتُلَنَّكَ } فقال له الآخر -مترفقا له في ذلك- { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } فأي ذنب لي وجناية توجب لك أن تقتلني ؟ إلا أني اتقيت الله تعالى ، الذي تقواه واجبة عليّ وعليك ، وعلى كل أحد ، وأصح الأقوال في تفسير المتقين هنا ، أي : المتقين لله في ذلك العمل ، بأن يكون عملهم خالصا لوجه الله ، متبعين فيه لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .


[261]:- في ب: كتب الآيات إلى قوله تعالى: "فأصبح من النادمين".
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (27)

وبعد أن ساق - سبحانه - جوانب متعددة من أحوال أهل الكتاب وما جبلوا عليه من أخلاق سيئة ، أتبع ذلك بقصة ابنى آدم ، فقال - تعالى - :

{ واتل عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابني ءَادَمَ بالحق إِذْ . . . }

قال أبو حيان " مناسبة هذه الآيات لما قبلها ، هو أن الله لما ذكر تمرد بني إسرائيل وعصيانهم أمره في النهوض لقتال الجبارين ، أتبع ذلك بذكر قصة ابني آدم وعصيان قابيل أمر الله ، وأنهم اقتفوا في العصيان أول عاص لله وأنهم انتهوا في خور الطبيعة . وهلع النفوس والجبن والفزع إلى غاية بحيث قالوا لنبيهم الذي ظهرت على يديه خوارق عظيمة - { فاذهب أَنتَ وَرَبُّكَ فقاتلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } وانتهى قابيل إلى طرف نقيض منه من الجسارة والعتو بأن أقدم على أكبر المعاصي بعد الشرك وهو قتل النفس التي حرم الله قتلها ، بحيث كان أول من سن القتل ، وكان عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة . فاشتبهت القصتان من حيث الجبن عن القتل والإِقدام عليه . ومن حيث المعصية بهما وأيضاً فتقدم قوله في أوائل الآيات :

{ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ } وتبين أن عدم اتباع بني إسرائيل للنبي صلى الله عليه وسلم إنما سببه الحسد ، وقصة بني آدم انطوت على الحسد : وأن بسببه وقعت أول جريمة قتل على ظهر الأرض .

وقوله : ( واتل ) من التلاوة . وأصل التلاوة القراءة المتتابعة الواضحة في مخارج حروفها .

وفي النطق بها . والمراد بابني آدم : ولداه وهما قابيل وهابيل .

قال القرطبي : واختلف في ابني آدم . فقال الحسن البصري : ليسا من صلبه كانا رجلين من بني إسرائيل - ضرب الله بهما المثل في إبانة حسد اليهود - وكان بينهما خصومة ، فتقربا بقربانين ، ولم تكن القرابين إلا في بني إسرائيل قال ابن عطية : وهذا وهم ، وكيف يجهل صورة الدفن أحد من بني إسرائيل يقتدى بالغراب ؟ والصحيح أنهما ابناه لصلبه . هذا قول الجمهور من المفسرين وهما قابيل وهابيل .

والضمير في قوله : ( عليهم ) يعود على بني إسرائيل الذين سبق الحديث عنهم . أو على جميع الذين أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم لهدايتهم ويدخل فيه بنو إسرائيل دخولا أولياً ، لإعلامهم بما هو في كتبهم حيث وردت هذه القصة في التوراة .

وقوله ( بالحق ) متعلق بمحذوف وقع صفة لمصدر ( اتل ) أي : اتل عليهم تلاوة ملتبسة بالحق والصدق . والقربان : اسم لما يتقرب به إلى الله - تعالى - من صدقة أو غيرها . ويطلق في أكثر الأحوال على الذبائح التي يتقرب إلى الله - بذبحها .

قال أبو حيان : وقد طول المفسرون في سبب تقريب هذا القربان - من قابيل وهابيل - وملخصه : أن حواء كانت تلد في كل بطن ذكراً وأنثى ، وكان آدم يزوج ذكر هذا البطن أنثى ذلك البطن الآخر . ولا يحل للذكر نكاح توأمته : فولد مع قابيل أخت جميلة ، وولد مع هابيل أخت دون ذلك .

فأبى قابيل إلا أن يتزوج توأمته لا توأمه هابيل ، وأن يخالف سنة النكاح ونازع قابيل وهابيل في ذلك ، فاتفقا على أن يقدما قربانا - فأيهما قبل قربانه تزوجها ، والقربان الذي قرباه هو زرع لقابيل - وكان صاحب زرع - وكبش هابيل - وكان صاحب غنم - فتقبل من أحدهما وهو هابيل ولم يتقبل من الآخر وهو قابيل . وكانت علامة التقبل أن تأكل نار نازلة من السماء القربان المتقبل وتترك غير المتقبل .

والمعنى : واتل - يا محمد - على هؤلاء الحسدة من اليهود ، وعلى الناس جميعا قصة قابيل وهابيل ، وقت أن قربا قرباناً لله - تعالى - فتقبل الله - عز وجل - قربان أحدهما - وهو هابيل - لصدقة وإخلاصه ، ولم يتقبل من الآخر - وهو قابيل - بسوء نيته وعدم تقواه .

ثم حكى - سبحانه - ما دار بين الأخوين من حوار فقال : { قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ } أي قال قابيل متوعدا أخاه هابيل : لأقتلنك بسبب قبول قربانك ، دون قرباني ، فأنت ترى أن هذا الأخ الظالم قد توعد أخاه بالقتل - وهو من أكبر الكبائر . دون أن يقيم للأخوة التي بينهما وزنا ودون أن يهتم بحرمة الدماء وبحق غيره في الحياة والذي حمله على ذلك الحسد له على مزية القبول .

وقد أكد تصميمه على قتله لأخيه بالقسم المطوي في الكلام والذي ، تدل عليه اللام . ونون التوكيد الثقيلة أي والله لأقتلنك بسبب قبول قربانك .

وهنا يحكي القرآن الكريم ما رد به الأخ البار التقي هابيل على أخيه الظالم الحساد قابيل ، فيقول : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ المتقين } .

أي : قال هابيل لقابيل ناصحا ومرشداً : إنما يتقبل الله الأعمال والصدقات من عباده المتقين الذين يخشونه في السر والعلن ؛ وليس من سواهم من الظالمين الحاسدين لغيرهم على ما آتاهم الله من نعم ، فعليك أن تكون من المتقين لكي يقبل منك الله .

قال صاحب الكشاف : فإن قلت : كيف كان قوله : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ المتقين } جوابا لقوله : { لأَقْتُلَنَّكَ } ؟ قلت : لما كان الحسد لأخيه على تقبل قربانه هو الذي حمله على توعده بالقتل قال له : إنما أتيت من قبل نفسك لانسلاخها من لباس التقوى ، لا من قبلي ، فلم تقتلني ؟ ومالك لا تعاتب نفسك ولا تحملها على تقوى الله التي هي السبب في القبول ؟ فأجابه بكلام حكيم مختصر جامع لمعان . وفيه دليل على أن الله - تعالى - لا يقبل طاعة إلا من مؤمن متق .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (27)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقّ إِذْ قَرّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبّلْ مِنَ الاَخَرِ قَالَ لأقْتُلَنّكَ قَالَ إِنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتّقِينَ } . .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : واتل على هؤلاء اليهود الذين هموا أن يبسطوا أيديهم إليكم ، عليك وعلى أصحابك معك ، وعرّفهم مكروه عاقبة الظلم والمكر ، وسوء مغبة الجور ونقض العهد ، وما جزاء الناكث وثواب الوافي ، خَبَرَ ابني آدم هابيل وقابيل ، وما آل إليه أمر المطيع منهما ربه الوافي بعهده ، وما إليه صار أمر العاصي منهما ربه الجائر الناقض عهده فلتعرف بذلك اليهود وخامة غبّ غدرهم ، ونقضهم ميثاقهم بينك وبينهم ، وهمهم بما هموا به من بسط أيديهم إليك وإلى أصحابك . فإن لك ولهم في حسن ثوابي وعظم جزائي على الوفاء بالعهد الذي جازيت المقتول الوافيَ بعهده من ابني آدم ، وعاقبت به القاتل الناكث عهده عزاء جميلاً .

واختلف أهل العلم في سبب تقريب ابني آدم القربان ، وسبب قبول الله عزّ وجلّ ما تقبل منه ، ومن اللذان قرّبا ؟ فقال بعضهم : كان ذلك عن أمر الله جلّ وعزّ إياهما بتقريبه . وكان سبب القبول أن المتقبل منه قرب خير ماله وقرّب الاَخر شرّ ماله ، وكان المقرّبان ابني آدم لصلبه أحدهما : هابيل ، والاَخر قابيل . ذكر من قال ذلك :

حدثني المثنى بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن هشام بن سعيد ، عن إسماعيل بن رافع ، قال : بلغني أن ابني آدم لما أمرا بالقربان ، كان أحدهما صاحب غنم ، وكان أُنِتج له حَمَل في غنمه ، فأحبه حتى كان يؤثره بالليل ، وكان يحمله على ظهره من حبه ، حتى لم يكن له مال أحبّ إليه منه فلما أمر بالقربان ، قرّبه لله فقبله الله منه ، فما زال يرتع في الجنة حتى فدَى به ابن إبراهيم صلى الله عليه وسلم .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عوف ، عن أبي المغيرة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : إن ابني آدم اللذين قرّبا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاَخر ، كان أحدهما صاحب حرث ، والاَخر صاحب غنم ، وأنهما أمرا أن يقرّبا قربانا وإن صاحب الغنم قرّب أكرم غنمه وأسمنها وأحسنها طيبة بها نفسه ، وإن صاحب الحرث قرّب شرّ حرثه الكَوْزَن والزّوَان غير طيبة بها نفسه وإن الله تقبل قربان صاحب الغنم ولم يتقبل قربان صاحب الحرث . وكان من قصتهما ما قصّ الله في كتابه ، وقال : ايْمُ الله إن كان المقتول لأشدّ الرجلين ، ولكن منعه التحرّج أن يبسط يده إلى أخيه

وقال آخرون : لم يكن ذلك من أمرهما عن أمر الله إياهما به . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : كان من شأنهما أنه لم يكن مسكين فيتصدّق عليه ، وإنما كان القربان يقربه الرجل . فبَيْنا ابنا آدم قاعدان ، إذ قالا : لو قربنا قربانا وكان الرجل إذا قرّب قربانا فرضيه الله أرسل إليه نارا فأكلته ، وإن لم يكن رضيه الله خبت النار . فقرّبا قربانا ، وكان أحدهما راعيا ، وكان الاَخر حراثا ، وإن صاحب الغنم قرّب خير غنمه وأسمنها وقرّب الاَخر أبغض زرعه ، فجاءت النار ، فنزلت بينهما ، فأكلت الشاة وتركت الزرع . وإن ابن آدم قال لأخيه : أتمشي في الناس وقد علموا أنك قرّبت قربانا فتقبل منك وردّ عليّ ؟ فلا والله ، لا تنظر الناس إليّ وإليك وأنت خير مني فقال : لأقتلنك فقال له أخوه : ما ذنبي ، إنما يتقبل الله من المتقين .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، قال : حدثنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : إذْ قَرَبا قُرْبانا قال : ابنا آدم هابيل وقابيل لصلب آدم ، فقرّب أحدهما شاة وقرّب الاَخر بقلاً ، فقبل من صاحب الشاة ، فقتله صاحبه .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثني الحرث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد في قوله : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ ابْنَيْ آدَم بِالَحّق إذْ قَرّبا قُرْبانا قال : هابيل وقابيل ، فقرب هابيل عَنَاقا من أحسن غنمه ، وقرّب قابيل زرعا من زرعه . قال : فأكلت النار العناق ، ولم تأكل الزرع ، ف قال لأَقْتُلَنّكَ قَالَ إنّما يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ .

حدثني الحارث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا رجل سمع مجاهدا في قوله : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ ابْنَيْ آدَم بِالَحّق إذْ قَرّبا قُرْبانا قال : هو هابيل وقابيل لصلب آدم ، قرّبا قربانا ، قرب أحدهما شاة من غنمه وقرّب الاَخر بقلاً ، فتقبل من صاحب الشاة ، فقال لصاحبه : لأقتلنك فقتله ، فعقل الله إحدى رجليه بساقها إلى فخذها إلى يوم القيامة ، وجعل وجهه إلى الشمس حيثما دارت عليه حظيرة من ثلج في الشتاء وعليه في الصيف حظيرة من نار ، ومعه سبعة أملاك كلما ذهب ملك جاء الاَخر .

حدثنا سفيان ، قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ( ح ) . وحدثنا هناد ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ ابْنَيْ آدَم بِالَحّق إذْ قَرّبا قُرْبانا فَتُقُبّلَ مِنْ أحَدِهِما ولَمْ يُتَقَبّلْ مِنَ الاَخَرِ قال : قرّب هذا كبشا وقرّب هذا صُبْرة من طعام فتقبل من أحدهما . قال : تقبّل من صاحب الشاة ولم يتقبل من الاَخر .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ ابْنَيْ آدَم بِالَحّق إذْ قَرّبا قُرْبانا فَتُقُبّلَ مِنْ أحَدهِما وَلمْ يُتَقَبّلْ مِنَ الاَخَرِ كان رجلان من بني آدم ، فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاَخر .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عبيد الله ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ ابْنَيْ آدَم بِالَحّققال : كان أحدهما اسمه قابيل والاَخر هابيل أحدهما صاحب غنم ، والاَخر صاحب زرع ، فقرّب هذا من أمثل غنمه حَمَلاً ، وقرّب هذا من أردإ زرعه . قال : فنزلت النار ، فأكلت الحَمَل ، فقال لأخيه : لأقتلنك

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن بعض أهل العلم بالكتاب الأوّل : أن آدم أمر ابنه قابيل أن ينكح أخته توأمة هابيل ، وأمر هابيل أن ينكح أخته توأمة قابيل . فسلم لذلك هابيل ورضى ، وأبي قابيل ذلك وكرهه ، تكرما عن أخت هابيل ، ورغب بأخته عن هابيل ، وقال : نحن ولادة الجنة وهما من ولادة الأرض ، وأنا أحقّ بأختي ويقول بعض أهل العلم بالكتاب الأوّل : كانت أخت قابيل من أحسن الناس ، فضنّ بها على أخيه وأرادها لنفسه ، فالله أعلم أيّ ذلك كان . فقال له أبوه : يا بنيّ إنها لا تحلّ لك فأبى قابيل أن يقبل ذلك من قول أبيه ، فقال له أبوه : يا بنيّ فقرّب قربانا ، ويقرّب أخوك هابيل قربانا ، فأيكما قبل الله قربانه فهو أحقّ بها . وكان قابيل على بَذْر الأرض ، وكان هابيل على رعاية الماشية ، فقرّب قابيل قمحا وقرّب هابيل أبكارا من أبكار غنمه وبعضهم يقول : قرّب بقرة فأرسل الله نارا بيضاء ، فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل ، وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله .

حدثني موسى بن هارون ، قال : حدثنا عمرو بن حماد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، فيما ذكر عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس . وعن مرّة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم : كان لا يولد لاَدم مولود إلا ولد معه جارية ، فكان يزوّج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الاَخر ، ويزوّج جارية هذا البطن غلام البطن هذا الاَخر . حتى ولد له ابنان يقال لهما : قابيل ، وهابيل ، وكان قابيل صاحب زرع ، وكان هابيل صاحب ضرع . وكان قابيل أكبرهما ، وكان له أخت أحسن من أخت هابيل . وإن هابيل طلب أن ينكح أخت قابيل ، فأبى عليه وقال : هي أخت ولدت معي ، وهي أحسن من أختك ، وأنا أحقّ أن أتزوّجها . فأمره أبوه أن يزوّجها هابيل فأبى . وإنهما قرّبا قربانا إلى الله أيهما أحقّ بالجارية ، وكان آدم يومئذ قد غاب عنهما إلى مكة ينظر إليها ، قال الله لاَدم : يا آدم ، هل تعلم أن لي بيتا في الأرض ؟ قال : اللهمّ لا قال : فإن لي بيتا بمكة فأته فقال آدم للسماء : احفظي ولدي بالأمانة ، فأبت . وقال للأرض فأبت ، وقال للجبال فأبت ، وقال لقابيل ، فقال : نعم تذهب وترجع وتجد أهلك كما يسرّك . فلما انطلق آدم قرّبا قربانا ، وكان قابيل يفخر عليه ، فقال : أنا أحقّ بها منك ، هي أختي ، وأنا أكبر منك ، وأنا وصيّ والديّ . فلما قرّبا ، قرّب هابيل جذعة سمينة ، وقرّب قابيل حُزمة سنبل ، فوجد فيها سنبلة عظيمة ففركها فأكلها . فنزلت النار فأكلت قربان هابيل ، وتركت قربان قابيل ، فغضب وقال : لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال هابيل إنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ ابْنَيْ آدَم بِالَحّق ذكر لنا أنهما هابيل وقابيل . فأما هابيل فكان صاحب ماشية ، فعمد إلى خير ماشيته ، فتقرّب بها ، فنزلت عليه نار فأكلته . وكان القربان إذا تقبل منهم نزلت عليه نار فأكلته ، وإذا ردّ عليهم أكلته الطير والسباع . وأما قابيل فكان صاحب زرع ، فعمد إلى أردإ زرعه ، فتقرّب به ، فلم تنزل عليه النار ، فحسد أخاه عند ذلك فقال : لاَءَقْتُلَنّكَ قالَ إنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ .

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ ابْنَيْ آدَم بِالَحّقّ قال : هما قابيل وهابيل . قال : كان أحدهما صاحب زرع والاَخر صاحب ماشية ، فجاء أحدهما بخير ماله وجاء الاَخر بشرّ ماله ، فجاءت النار ، فأكلت قربان أحدهما وهو هابيل ، وتركت قربان الاَخر ، فحسده فقال : لأقتلنك

حدثنا سفيان ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : إذْ قَرّبا قُرْبانا قال : قرّب هذا زرعا وذا عناقا ، فتركت النار الزرع وأكلت العناق .

وقال آخرون : اللذان قرّبا قربانا وقصّ الله عزّ ذكره قصصهما في هذه الاَية ، رجلان من بني إسرائيل لا من ولد آدم لصلبه . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا سهل بن يوسف ، عن عمرو ، عن الحسن ، قال : كان الرجلان اللذان في القرآن ، اللذان قال الله : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ ابْنَيْ آدَم بِالَحّق من بين إسرائيل ، ولم يكونا ابني آدم لصلبه ، وإنما كان القربان في بني إسرائيل ، وكان آدم أوّل من مات .

وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب ، أن اللذين قرّبا القربان كان ابني آدم لصلبه ، لا من ذريته من بني إسرائيل . وذلك أن الله عزّ وجلّ يتعالى عن أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به فائدة ، والمخاطبون بهذه الاَية كانوا عالمين أن تقريب القربان لله لم يكن إلا في ولد آدم دون الملائكة والشياطين وسائر الخلق غيرهم . فإذا كان معلوما ذلك عندهم ، فمعقول أنه لو لم يكن معنيا بابني آدم اللذين ذكرهما الله في كتابه ابناه لصلبه ، لم يفدْهم بذكره جلّ جلاله إياهما فائدة لم تكن عندهم . وإذا كان غير جائز أن يخاطبهم خطابا لا يفيدهم به معنى ، فمعلوم أنه عنى ابني آدم لصلبه ، لا ابني بنيه الذين بَعُد منه نسبهم مع إجماع أهل الأخبار والسير والعلم بالتأويل على أنهما كانا ابني آدم لصلبه وفي عهد آدم وزمانه ، وكفى بذلك شاهدا . وقد ذكرنا كثيرا ممن نصّ عنه القول بذلك ، وسنذكر كثيرا ممن لم يذكر إن شاء الله .

حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا حسام بن مصكّ ، عن عمار الدهنيّ ، عن سالم بن أبي الجعف ، قال : لما قتل ابن آدم أخاه ، مكث آدم مائة سنة حزينا لا يضحك ، ثم أتى فقيل له : حيّاك الله وبيّاك فقال : بيّاك : أضحكك .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال : قال عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه : لما قتل ابن آدم أخاه ، بكى آدم فقال :

تَغَيّرَتِ البلادُ وَمَنْ عَلَيْها ***فَلَوْنُ الأرْضِ مُغْبَرّ قَبيحُ

تَغَيّرَ كلّ ذي لوْنٍ وطَعْمٍ ***وَقَلّ بَشاشَةُ الوَجْهِ المَلِيحَ

فأجيب آدم عليه السلام :

أبا هابِيلَ قَدْ قُتِلا جَمِيعا ***وصَارَ الحَيّ كالمَيْتِ الذّبِيحِ

وجاءَ بِشَرّةٍ قدْ كانَ مِنْها ***على خَوْفٍ فجاءَ بها يصيحُ

وأما القول في تقريبهما ما قرّبا ، فإن الصواب فيه من القول أن يقال : إن الله عزّ ذكره أخبر عباده عنهما أنهما قد قرّبا ، ولم يخبر أن تقريبهما ما قرّبا كان عن أمر الله إياهما به ولا عن غير أمره . وجائز أن يكون كان عن أمر الله إياهما بذلك ، وجائز أن يكون عن غير أمره . غير أنه أيّ ذلك كان فلم يقرّبا ذلك إلا طلب قربة إلى الله إن شاء الله .

وأما تأويل قوله : قالَ لاَءَقْتُلَنّكَ فإن معناه : قال الذي لم يتقبل منه قربانه للذي تقبل منه قربانه : لأقتلنك فترك ذكر المتقبل قربانه والمردود عليه قربانه ، استغناء بما قد جرى من ذكرهما عن إعادته ، وكذلك ترك ذكر المقبل قربانه مع قوله : قالَ إنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ .

وبنحو ما قلنا في ذلك رُوِى الخبر عن ابن عباس :

حدثنا محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : قالَ لاَءَقْتُلَنّكَ فقال له أخوه : ما ذنبي إنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : إنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ قال : يقول : إنك لو اتقيت الله في قربانك تقبل منك ، جئت بقربان مغشوش بأشرّ ما عندك ، وجئت أنا بقربان طيب بخير ما عندي قال : وكان قال : يتقبل الله منك ولا يتقبل مني .

ويعني بقوله : مِنَ المُتّقِينَ : من الذين اتقوا الله وخافوه بأداء ما كلفهم من فرائضه واجتناب ما نهاهم عنه من معصيته .

وقد قال جماعة من أهل التأويل : المتقون في هذا الموضع الذين اتقوا الشرك . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا عبيد بن سليمان ، عن الضحاك ، قوله : إنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ الذين يتقون الشرك .

وقد بينا معنى القربان فيما مضى ، وأنه الفعلان من قول القائل : قرّب ، كما الفرقان : الفعلان من فرّق ، والعدوان من عدا . وكانت قرابين الأمم الماضية قبل أمتنا كالصدقات والزكوات فينا ، غير أن قرابينهم كان يعلم المتقبّل منها وغير المتقبل فيما ذكر بأكل النار ما تقبل منها وترك النار ما لم يتقبل منها . والقربان في أمّتنا : الأعمال الصالحة : من الصلاة ، والصيام ، والصدقة على أهل المسكنة ، وأداء الزكاة المفروضة ، ولا سبيل لها إلى العلم في عاجل بالمتقبل منها والمردود .

وقد ذكر عن عامر بن عبد الله العنبري ، أنه حين حضرته الوفاة بكى ، فقيل له : ما يبكيك ، فقد كنت وكنت ؟ فقال : يبكيني أني أسمع الله يقول : إنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ .

حدثني بذلك محمد بن عمر المقدمي ، قال : ثني سعيد بن عامر ، عن همام ، عمن ذكره ، عن عامر .

وقد قال بعضهم : قربان المتقين : الصلاة .

حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن عمران بن سليم ، عن عديّ بن ثابت ، قال : كان قربان المتقين : الصلاة .