التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ} (26)

قوله تعالى ( إن الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها )

أخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية في قوله ( إن الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) فإذا جاءت آجالهم ، وانقطعت مدتهم صاروا كالبعوضة ، تحيا ما جاعت وتموت إذا رويت . فكذلك هؤلاء الذين ضرب لهم هذا المثل إذا امتلئوا من الدنيا ريا أخذهم الله فأهلكهم .

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم عن الحسن بن أبي الربيع قال : أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة قال : لما ذكر الله تبارك وتعالى العنكبوت والذباب قال المشركون : ما بال العنكبوت والذباب يذكران ؟ فأنزل الله ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) .

ثم قال ابن أبي حاتم : وروي عن الحسن وإسماعيل بن أبي خالد نحو قول السدي وقتادة . والإسناد إلى قتادة حسن ، وكون هذا السبب روي من طرق أخرى فإن هذه الطرق المرسلة يقوي بعضها بعضا .

قوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) .

واخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قوله ( مثلا ما بعوضة ) يعني الأمثال صغيرها وكبيرها يؤمن بها المؤمنون ويعلمون انها الحق من ربهم ويهديهم الله بها ويضل بها الفاسقين يقول : يعرفه المؤمنون فيؤمنون به ويعرفه الفاسقون فيكفرون به .

واخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ) يعني : هذا المثل .

أخرج الطبري بإسناده الحسن عن قتادة ، قوله ( فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم ) أي يعلمون أنه كلام الرحمن وانه الحق من الله ) .

وأخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية ( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) فهم اهل النفاق .

قوله تعالى ( وما يضل به إلا الفاسقين )

وأخرج ابن أبي حاتم بإسناده الصحيح عن قتادة قوله ( وما يضل به إلا الفاسقين ) فسقوا فأضلهم الله على فسقهم .