التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (110)

قوله تعالى{ كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }

قال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن بهز ابن حكيم ، عن أبيه ، عن جده انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله : { كنتم خير امة أخرجت للناس }قال : " إنكم تتمون سبعين امة انتم خيرها وأكرمها على الله " .

هذا حديث حسن . وقد روى غير واحد هذا الحديث عن بهز بن حكيم نحو هذا ولم يذكروا فيه{ كنتم خير امة أخرجت للناس } . ( سنن الترمذي5/226 ح3001 ) ، وصححه الألباني في( صحيح سنن الترمذي ) ، وأخرجه الحاكم( 4/84 )من طريق عبد الرزاق عن معمر به ، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . وقال ابن حجر : وهذا حديث حسن صحيح( الفتح8/73 ) . وقال ابن كثير : حديث مشهور( التفسير2/78 ط الشعب ) ، ويشهد له حديث أحمد عن علي بن أبي طالب كما سيأتي عند هذه الآية .

قال أحمد : حدثنا حسين وأبو نعيم قالا : حدثنا إسرائيل عن سماك عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس في قوله عز وجل{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر }قال : هم الذين هاجروا مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قال أبو نعيم : مع النبي صلى الله عليه وسلم .

( المسند رقم 2463 )وأخرجه أيضا برقم( 3321 ، 2928 ، 2989 )من طرق عن إسرائيل به ، وصححه احمد شاكر . وأخرجه الحاكم( 2/294 )وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وجود الحافظ ابن حجر إسناد روايتي احمد والحاكم( فتح الباري8/225 )وعزاه الهيثمي لأحمد والطبراني ، قال : ورجال احمد رجال الصحيح( مجمع الزوائد6/327 ) .

قال أحمد : حدثنا عبد الرحمن حدثنا زهير عن عبد الله-يعني ابن محمد بن عقيل-عن محمد بن علي انه سمع علي بن أبي طالب يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت ما لم يعط احد من الأنبياء " فقلنا يا رسول الله ما هو ؟ قال : نصرت بالرعب ، وأعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت احمد ، وجعل التراب لي طهورا ، وجعلت أمتي خير الأمم " .

( المسند رقم 763 )وصححه المحقق . وقال ابن كثير : إسناده حسن التفسير( 2/78 )وحسنه الهيثمي أيضا( مجمع الزوائد1/260 ) ، وحسنه الحافظ ابن حجر( الفتح8/225 ) ، وكذا السيوطي( الدر المنثور2/294 ) .

قال ابن ماجة : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن مصعب ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار عن رفاعة الجهني ؛ قال : صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " والذي نفس محمد بيده ! ما من عبد يؤمن ثم يسدد إلا سلك به في الجنة . أرجو ألا يدخلوها حتى تبؤوا انتم ومن صلح من ذرا ريكم ، مساكن في الجنة . ولقد وعدني ربي ، عز وجل ، أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب " .

( السنن4/1432-1433 ح4285-ك الرعد ، ب صفة امة محمد صلى الله عليه وسلم ) ، وأخرجه النسائي في( عمل اليوم والليلة رقم 475 ) ، وابن حبان في صحيحه( الإحسان1/444 ح212 )من طرق عن الأوزاعي به . وعزاه الهيثمي إلى الطبراني والبزار وقال : ورجال بعضها عند الطبراني والبزار رجال الصحيح( مجمع الزوائد 10/408 ) ، وصححه الألباني( صحيح سنن ابن ماجة رقم 3458 ) ، وقال الأرناءوط في تعليقه على الإحسان : إسناده صحيح على شرط البخاري . وأخرجه أحمد من حديث ثوبان بنحوه ، وصححه ابن كثير في ( التفسير2/79 ) . وله شاهد في صحيح مسلم من حديث ابن عباس( الصحيح1/199 ح220 ) .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : تأمرونهم بالمعروف : أن يشهدوا ان لا إله إلا الله ، والإقرار بما انزل الله ، وتقاتلونهم عليه ، ولا إله إلا الله هو أعظم المعروف وتنهونهم عن المنكر والمنكر هو التكذيب ، وهو أنكر المنكر .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية قوله : { كنتم خير أمة أخرجت للناس }قال : لم تكن امة أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمة ، فمن ثم قال{ كنتم خير امة أخرجت للناس } .

قوله تعالى{ كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{ منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون }ذم الله أكثر الناس .