تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (110)

قوله سبحانه : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ، يعني خير الناس للناس ، وذلك أن مالك بن الضيف ، ووهب بن يهوذا قالا لعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حنيفة : إن ديننا خير مما تدعونا إليه ، فأنزل الله عز وجل فيهم : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } في زمانكم كما فضل بنى إسرائيل في زمانهم ، { تأمرون } الناس { بالمعروف } ، يعني بالإيمان ، { وتنهون عن المنكر وتؤمنون } بتوحيد { بالله } وتنهوهم عن الظلم وأنتم خير الناس للناس ، وغيركم من أهل الأديان لا يأمرون أنفسهم ولا غيرهم بالمعروف ، ولا ينهونهم عن المنكر ، ثم قال : { ولو آمن } ، يعني ولو صدق { أهل الكتاب } ، يعني اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق ، { لكان خيرا لهم } من الكفر ، ثم قال : { منهم المؤمنون } ، يعني عبد الله بن سلام وأصحابه ، { وأكثرهم الفاسقون } يعني العاصين ، يعني اليهود .