التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (161)

قوله تعالى{ وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة . . . }

قال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم بن ابي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال : كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة ، فمات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو في النار " ، فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها .

قال أبو عبد الله قال ابن سلام : كركرة يعني بفتح الكاف ، وهو مضبوط كذا .

( صحيح البخاري6/216 ح3074-ك الجهاد ، ب القليل من الغلول ) . ثقل : يقال لكل خطير نفيس ( النهاية لابن الأثير1/216 ) .

وقال البخاري : حدثنا أبو اليمان اخبرنا شعيب عن الزهري قال اخبرني عروة عن ابي حميد الساعدي انه اخبره ان رسول الله صلى اله عليه وسلم استعمل عاملا فجاءه العامل حين فرغ من عمله فقال : يا رسول الله ، هذا لكم ، وهذا أهدي لي . فقال له : " أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك فنظرت أيهدى لك ام لا ؟ ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة فتشهد وأنثى على الله بما هو أهله ثم قال : " اما بعد فما بال العامل نستعمله ، فيأتينا فيقول : هذا من عملكم وهذا اهدي لي ، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدى له ام لا ؟ فو الذي نفس محمد بيده ، لا يغل أحدكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه : إن كان بعيرا جاء به له رغاء ، وغن كانت بقرة جاء بها لها خوار ، وإن كانت شاة جاء بها تيعر . فقد بلغت . فقال أبو حميد : ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حتى إنا لننظر إلى عفرة إبطيه . قال أبو حميد : وقد سمع ذلك معي زيد بن ثابت من النبي صلى الله عليه وسلم فسلوه .

( الصحيح11/532 ح6636-ك الأيمان والنذور ، ب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم ) .

قال البخاري : حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن أبي حيان قال : حدثني ابو زرعة قال : حدثني ابو هريرة رضي الله عنه قال : قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول فعظمه وعظم امره ، قال : " لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة ، يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك . وعلى رقبته صامت فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد أبلغتك . أو على رقبته رقاع تخفق ، فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا املك لك شيئا قد أبلغتك . وقال أيوب عن أبي حيان فرس له حمحمة " .

( الصحيح6/214-215-ك الجهاد والسير ، ب الغلول وقول الله عز وجل( الآية ح3073 ) .

قال البخاري : حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث مولى ابن مطيع عن ابي هريرة ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إلا الأموال والثياب والمتاع فأهدى رجل من بني الضبيب ، يقال له فارعة بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما يقال له مدعم ، فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى حتى إذا كان بوادي القرى بينما مدعم يحط رحلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سهم عائر فقتله ، فقال الناس هنيئا له الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا والذي نفسي بيده ، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا ، فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك او شراكين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : شراك من نار او شراكان من نار .

( الصحيح11/600 ح6707-ك الأيمان والنذور ، ب هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والغنم والزر وع والمتعة ) . وأخرجه مسلم في( صحيحه1/108 ح183-ك الإيمان ، ب غلظ تحريم الغلول ) .

قال مسلم : حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع بن الجراح ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عدي بن عميرة الكندي ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من استعملناه منكم على عمل ، فكتمنا مخيطا فما فوقه ، كان غلولا يأتي به يوم القيامة . قال : فقام إليه رجل اسود ، من الأنصار . كأني انظر إليه . فقال : يا رسول الله ! اقبل عني عملك . قال ومالك ؟ . قال : سمعتك تقول كذا وكذا . قال : و انا أقوله الآن : من استعملناه منكم على عمل فليجئ بقليله وكثيره . فما أوتي منه اخذ ، وما نهي عنه انتهى .

( الصحيح3/1465 ح1833-ك الإمارة ، ب تحريم هدايا العمال ) .

قال مسلم : حدثني زهير بن حرب ، حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا عكرمة بن عمار ، قال : حدثني سماك الحنفي ، أبو زميل ، قال : حدثني عبد الله بن عباس ، قال : حدثني عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : فلان شهيد ، فلان شهيد ، حتى مروا على رجل فقالوا : فلان شهيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا ، إني رأيته في النار ، في بردة غلها ، او عباءة " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ابن الخطاب ! اذهب فناد في الناس : إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون " . قال فخرجت فناديت : ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون " .

( الصحيح1/107-108 ح114-ك الإيمان ، ب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه ) .

قال الدارمي : حدثنا محمد بن عيينة ثنا ابو إسحاق الفزاري عن عبد الرحمن ابن عياش عن سليمان بن موسى عن ابي سلام عن أبي امامة الباهلي عن عبادة بن الصامت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " أدوا الخياط والمخيط وإياكم والغلول ، فإنه عار على أهله يوم القيامة " .

( السنن2/229_230- السير ، ب ما جاء أنه قال : أد الخياط والمخيط( . وأخرجه احمد( المسند 5/313 )من طريق ابي إسحاق الفزاري بإسناده نحوه ، وابن حبان في صحيحه( الموارد رقم193 ) والحاكم( المستدرك3/49 )وسكت هو والذهبي . قال الألباني : إسناد حسن رجاله كلهم ثقات . ( السلسلة الصحيحة2/717 ) .

قال الترمذي : حدثنا قتيبة . حدثنا عبد الواحد بن زياد . عن خصيف حدثنا مقسم قال : قال ابن عباس : نزلت هذه الآية{ ما كان لنبي ان يغل }في قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر . فقال بعض الناس : لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها ، فأنزل الله{ ما كان لنبي ان يغل }إلى آخر الآية .

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب ، وقد روى عبد السلام بن حرب عن خصيف نحو هذا ، وروى بعضهم هذا الحديث عن خصيف عن مقسم ، ولم يذكر فيه عن ابن عباس .

( سنن الترمذي5/230 ح3009-ك التفسير ، ب سورة آل عمران )وصححه الألباني في( صحيح سنن الترمذي ) . وأخرجه ابن مردويه( كما في تفسير ابن كثير2/130 ) ، والواحدي في( أسباب النزول ص108 )كلاهما من طريق أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس نحوه ، وفيه متابعة لخصيف ومقسم .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله : { ما كان لنبي ان يغل } ، قال : أن يخون .