نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (249)

ولما كان التقدير : فأتاهم التابوت على الصفة المذكورة فأطاعوا نبيهم فيه فملكوه وانتدبوا معه فخرج بهم إلى العدو وفصل بالجنود من محل السكن ، عطف عليه قوله : { فلما فصل{[11795]} } من الفصل وهو انقطاع{[11796]} بعض من كل ، وأصله : فصل نفسه أو جنده - أو{[11797]} نحو ذلك ، ولكنه كثر حذف المفعول للعلم{[11798]} به فصار يستعمل استعمال اللازم { طالوت } أي الذي ملكوه { بالجنود } أي التي اختارها وخرجوا للقاء من سألوا لقاءه لكفره بالله مع ما قد أحرقهم به من أنواع القهر .

قال الحرالي{[11799]} : وهو جمع جند وهم أتباع يكونون نجدة للمستتبع { قال } أي ملكهم { إن الله } أي الذي لا أعظم منه وأنتم خارجون في مرضاته { مبتليكم بنهر } من الماء الذي جعله{[11800]} سبحانه وتعالى حياة لكل شيء ، فضربه{[11801]} مثلاً للدنيا التي من ركن إليها ذل ومن صدف{[11802]} عنها عز . قال الحرالي : فأظهر الله على لسانه ما أنبأ{[11803]} به نبيّهم في قوله

{ وزاده بسطة في العلم }[ البقرة : 247 ] - انتهى . { فمن شرب منه } أي ملأ بطنه { فليس مني }{[11804]} أي كمن انغمس في الدنيا فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون { ومن لم يطعمه{[11805]} فإنه مني } كمن {[11806]}عزف عنها{[11807]} بكليته ثم تلا هذه الدرجة العلية التي قد{[11808]} قدمت للعناية بها بما يليها من الاقتصاد فقال مستثنياً من{[11809]} { فمن شرب } : { إلا من اغترف } أي تكلف الغرف { غرفة بيده } ففي قراءة فتح الغين إعراب عن معنى إفرادها أخذة{[11810]} ما أخذت من قليل أو كثير ، وفي الضم إعلام بملئها ، والغرف بالفتح الأخذ بكلية اليد ، والغرفة الفعلة{[11811]} الواحدة منه ، وبالضم اسم ما حوته الغرفة ، فكان في المغترفين من استوفى الغرفة ومنهم من لم يستوف - قاله{[11812]} الحرالي وقال : فكان فيه إيذان بتصنيفهم ثلاثة أصناف : من لم يطعمه البتة وأولئك الذين ثبتوا وظنوا أنهم ملاقو الله ، ومن شرب منهم وأولئك الذين افتتنوا وانقطعوا عن الجهاد في سبيل الله ومن اغترف غرفة وهم الذين ثبتوا وتزلزلوا حتى ثبتهم الذين لم{[11813]} يطعموا . ولما كان قصص بني إسرائيل مثالاً لهذه الأمة كان مبتلى هذه الأمة بالنهر ابتلاهم بنهر الدنيا الجاري خلالها ، فكانت جيوشهم بحكم هذا الإيحاء الاعتباري{[11814]} إذا مروا بنهر أموال الناس وبلادهم وزروعهم وأقطارهم في سبيلهم إلى غزوهم ، فمن أصاب{[11815]} من أموال الناس ما لم ينله الإذن من الله انقطع عن ذلك الجيش ولو حضره . فما كان{[11816]} في بني إسرائيل عياناً يكون وقوعه في هذه الأمة استبصاراً سترة لها{[11817]} وفضيحة لأولئك ، ومن لم يصب منها شيئاً بتاً كان أهل{[11818]} ثبت ذلك الجيش الثابت المثبت ، قيل لعلي رضي الله تعالى عنه : يا أمير المؤمنين ! ما بال فرسك لم يكب بك قط ؟ قال : ما وطئت به زرع مسلم قط . ومن أصاب{[11819]} ما له فيه ضرورة من منزل ينزله أو غلبة عادة تقع منه ويوده أن لا يقع{[11820]} فهؤلاء يقبلون التثبيت من الذين تورعوا كل الورع ، فملاك هذا الدين الزهد في القلب والورع في التناول باليد ، قال صلى الله عليه وسلم :

" إنما تنصرون بضعفائكم " وفي إلاحة هذا التمثيل والاعتبار أن أعظم الجيوش جيش يكون فيه من أهل الورع بعدد الثابتين من أصحاب طالوت الذين بعددهم كان أصحاب {[11821]}رسول الله{[11822]} صلى الله عليه وسلم يوم بدر وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر عدد المرسلين من كثرة عدد النبيين ، قال{[11823]} : وفي إفراد اليد إيذان بأنها غرفة اليد اليمنى {[11824]}لأنها اليد الخاصة للتعريف ، ففي اعتباره أن الأخذ من الدنيا إنما يكون بيد لا بيدين لاشتمال اليدين على جانبي {[11825]}الخير والشر{[11826]} - انتهى . فعرض لهم النهر كما أخبرهم به { فشربوا{[11827]} منه } مجاوزين حد الاقتصاد { إلاّ قليلاً منهم } فأطاعوا فأرواهم{[11828]} الله وقوى قلوبهم ، ومن عصى في شربه غلبه العطش وضعف عن اللقاء فبقي على شاطىء النهر . قال الحرالي : وفيما يذكر أنه قرىء{[11829]} بالرفع وهو إخراج لهم من الشاربين بالاتباع كأن الكلام{[11830]} مبني{[11831]} عليه حيث صار تابعاً وإعرابه مما أهمله النحاة فلم يحكموه وحكمه{[11832]} أن ما بني على إخراج اتبع وما لم يبن على إخراجه{[11833]} وكأنه إنما انثنى{[11834]} إليه بعد مضار الكلام الأول قطع ونصب - انتهى . وكان المعنى في النصب أنه لما استقر الفعل للكل رجع الاستثناء إلى البعض ، وفي الاتباع نوى الاستثناء من الأول فصار كالمفرغ{[11835]} وهذه القراءة عزاها الأهوازي{[11836]} في كتاب الشواذ إلى الأعمش وعزاها السمين في إعرابه إلى عبد الله وأُبيّ رضي الله تعالى عنهما ، وعقد سيبويه رحمه الله تعالى في نحو نصف كتابه لاتباع{[11837]} مثل هذا باباً ترجمه{[11838]} بقوله : باب ما يكون فيه إلاّ وما بعده وصفاً بمنزلة غير{[11839]} ومثل ، ودل عليه بأبيات كثيرة منها :

وكل أخ مفارقه{[11840]} أخوه *** لعمر أبيك إلا الفرقدان

قال{[11841]} كأنه قال : وكل أخ غير الفرقدين ، وسوى{[11842]} بين هذا وبين آية

{ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر{[11843]} }[ النساء : 95 ] بالرفع

{ وغير المغضوب عليهم }[ الفاتحة : 7 ] ، وجوز في ما قام{[11844]} القوم إلا زبد ، - بالرفع البدل والصفة ، قال الرضي تمسكاً بقوله : وكل أخ - البيت ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " الناس كلهم هلكى إلا العالمون ، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون ، والمخلصون على خطر عظيم " وقال السمين : والفرق بين الوصف بإلا والوصف بغيرها {[11845]}أن لا{[11846]} يوصف بها المعارف والنكرات{[11847]} والظاهر والمضمر ، وقال بعضهم : لا يوصف بها إلا النكرة{[11848]} والمعرفة بلام الجنس فإنه في قوة النكرة .

ولما ذكر فتنتهم بالنهر أتبعه فتنة اللقاء ببحر الجيش وما فيه من عظيم الخطر المزلزل للقلوب حثاً على سؤال العافية وتعريفاً بعظيم{[11849]} رتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم يوم عرض نفسه الشريفة على أهل الطائف ومسه منهم من عظيم الأذى ما مسه : إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي ولكن هي أوسع لي ! فقال سبحانه وتعالى : { فلما جاوزه } أي النهر من غير شرب ، من المجاوزة مفاعلة من الجواز وهو العبور من عدوة دنيا إلى عدوة قصوى { هو والذين آمنوا } أي أقروا بالإيمان وجاوزوا { معه } وتراءت الفئتان { قالوا } أي معظمهم .

قال الحرالي : رد{[11850]} الضمير مرداً{[11851]} عاماً إيذاناً بكثرة الذين اغترفوا وقلة الذين لم يطعموا{[11852]} كما آذن{[11853]} ضمير شربوا بكثرة الذين شربوا منه{[11854]} - انتهى . { لا طاقة } مما{[11855]} منه الطوق{[11856]} وهو ما{[11857]} استقل به الفاعل ولم يعجزه { لنا اليوم } أي{[11858]} على ما نحن فيه من الحال { بجالوت وجنوده } لما هم فيه من القوة والكثرة . قال الحرالي : ففيه من نحو قولهم { ولم يؤت سعة من المال } اعتماداً على أن النصر بعدة مال أو قوة ، وليس إلا بنصر الله ، ثم قال : فإذا نوظر هذا الإنباء منهم والطلب أي{[11859]} كما يأتي في { ربنا أفرغ } بما تولى الله من{[11860]} أمر هذه الأمة في جيشهم الممثول لهذا الجيش في سورة الأنفال من نحو قوله{ إذ يغشيكم النعاس أمنة منه{[11861]} }[ الأنفال : 11 ] - الآيات ، علم عظيم فضل الله على هذه الأمة واستشعر بما يكون لها في خاتمتها مما هو أعظم نبأ وأكمل عياناً فلله الحمد على ما أعظم من فضله ولطفه{[11862]} - انتهى .

ولما أخبر عنهم بهذا القول نبه على أنه لا ينبغي {[11863]}أن يصدر{[11864]} ممن يظن أن أجله مقدر لا يزيد بالجبن والإحجام ولا ينقص بالجرأة والإقدام وأنه يلقى الله فيجازيه على عمله وأن النصر من الله لا بالقوة والعدد فقال : { قال الذين يظنون } أي يعلمون ولكنه عبر بالظن لما ذكر { أنهم ملاقوا الله } {[11865]}أي الذي له الجلال والإكرام{[11866]} إشارة إلى أنه يكفي في الخوف من الله والرجاء له الظن لأنه يوجب فرار العقل مما يظن أنه يكرهه سبحانه وتعالى إنقاذاً لنفسه من الهلاك بذلك كما أسرف{[11867]} هؤلاء {[11868]}في الشرب{[11869]} لظن الهلاك بعدمه ورجعوا لظن الهلاك باللقاء ؛ ويجوز{[11870]} أن يكون الظن على بابه ويأول اللقاء بالحالة الحسنة{[11871]} { كم من فئة{[11872]} قليلة } كما كان في هذه الأمة في يوم بدر { غلبت فئة كثيرة } ثم نبه على أن سبب النصر الطاعة والذكر لله بقوله : { بإذن الله } أي بتمكين{[11873]} {[11874]}الذي لا كفوء له{[11875]} ، فلا ينبغي لمن علم ذلك أن يفتر{[11876]} عن ذكره ويرضى بقضائه{[11877]} . ثم بين أن ملاك ذلك كله الصبر بقوله : { والله } أي الملك الأعظم { مع الصابرين * } ولا يخذل{[11878]} من كان معه .


[11795]:بين هذه الجملة والجملة قبلها محذوف تقديره: فجاءهم التابوت وأقروا له بالملك وتأهبوا للخروج "فلما فصل طالوت" أي انفصل من مكان إقامته – البحر المحيط 2 / 263.
[11796]:في م وظ ومد: اقتطاع.
[11797]:في م وظ: و.
[11798]:من م وظ ومد، وفي الأصل: لتعلم.
[11799]:قال الأندلسي: الجنود جمع جند وهو معروف واشتقاقه من الجند وهو الغليظ من الأرض إذ بعضهم يعتصم ببعض، قال عكرمة: لما رأى بنو إسرائيل التابوت سارعوا إلى طاعته والخروج معه فقال لهم طالوت: لا يخرج معي من بنى بناء يفرغ منه ولا من تزوج امرأة لم يدخل بها ولا صاحب زرع لم يحصده ولا صاحب تجارة لم يرحل بها ولا من له أو عليه دين ولا كبير ولا عليل فخرج معه من تقدم الاختلاف في عددهم على شرطه فسار بهم، فشكوا قلة الماء وخوف العطش وكان الوقت قيظا وسلكوا مفازة فسألوا الله أن يجري لهم نهرا "قال إن الله مبتليكم بنهر" قال: وهب: هو الذي اقترحوه – البحر المحيط 2 / 264.
[11800]:من م وظ ومد، وفي الأصل: جعل.
[11801]:من م وظ ومد، وفي الأصل: فضرب.
[11802]:من م وظ ومد، وفي الأصل: صرف.
[11803]:في ظ: انبائهم.
[11804]:أي ليس من أتباعي في هذه الحرب ولا أشياعي ولم يخرجهم بذلك من الإيمان نحو: من غشنا فليس منا، ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود، أو ليس بمتصل بي ومتحد معي، من قولهم: فلان مني، كأنه بعضه لاختلاطهما واتحادهما – البحر المحيط 2 / 264.
[11805]:أي من لم يذقه، وطعم كل شيء ذوقه، ومنه التطعم يقال: تطعمته منه أي ذقته، وتقول العرب لمن لا تميل نفسه إلى مأكول: تطعم منه يسهل أكله، قال ابن الأنباري: العرب تقول: أطعمتك الماء – تريد أذقتك، وطعمت الماء أطعمه بمعنى ذقته. قال الشاعر: فإن شئت حرمت النساء عليكم وأن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا. النقاخ العذب والبرد النوم، ويقال: ما ذقت غماضا وفي حديث أبي ذر في ماء زمزم: طعام طعم، وفي الحديث : ليس لناطعام إلا الأسودين: التمر والماء والطعم يقع على الطعام والشراب، واختير هذا اللفظ لأنه أبلغ لأن نفي الطعم يستلزم لنفى الشرب ونفى الشرب لا يستلزم نفي الطعم لأن الطعم ينطلق على الذوق، والمنع من الطعم أشق في التكليف من المنع من الشرب، إذ يحصل بإلقائه في الفم وإن لم يشربه نوع راحة. وفي قوله: "ومن لم يطعمه" دلالة على أن الماء طعام – البحر المحيط 2 / 264.
[11806]:في م: غرف منها.
[11807]:في م: غرف منها.
[11808]:ليس في م.
[11809]:زيد من م ومد.
[11810]:في مد: آخذة.
[11811]:في الأصل: السعة، وفي م: العلة، والتصحيح من ظ ومد.
[11812]:من ظ ومد وفي الأصل وم: قال.
[11813]:ليس في ظ.
[11814]:من م وظ ومد وفي الأصل: الاعتبار.
[11815]:وقع في الأصل: أصاف – مصحفا والتصحيح من م ومد وظ.
[11816]:زيد في الأصل فقط: أهل، ولم تكن الزيادة في م وظ ومد فحذفناها.
[11817]:ليس في ظ.
[11818]:زيد من م وظ ومد.
[11819]:من م ومد وظ، وفي الأصل: أصابه.
[11820]:في م ومد: لا تقع.
[11821]:في ظ: النبي.
[11822]:في ظ: النبي.
[11823]:وظاهر "غرفة بيده" الاقتصار على غرفة واحدة وأنها تكون اليد، قال ابن عباس ومقاتل: كانت الغرفة يشرب منها هو ودوابه وخدمه ويحمل منها، وقال مقاتل: ويملأ منها قربته، قيل: فيجعل الله فيها البركة حتى تكتفي لكل هؤلاء وكان هذا معجزة لنبي ذلك الزمان؛ قال بعض المفسرين: لم يرد غرفة الكف وإنما أراد المرة الواحدة بقربة أو جرة أو ما أشبه ذلك، وهذا الابتلاء الذي ابتلى الله به جنود طالوت ابتلاء عظيم حيث منعوا من الماء مع وجود وكثرته في شدة الحر واليقظة وأن من أبيح له شيء منه فإنما هو مقدار ما يغرف بيده فأين يصل منه ذلك؛ وهذا أشد في التكليف مما ابتلى به أهل أيلة من ترك الصيد يوم السبت مع إمكانت فيه وكثرة ما يرد إليهم فيه من الحيتان – البحر المحيط 2 / 265.
[11824]:من م ومد وظ، وفي الأصل: اليمين.
[11825]:سقط من م.
[11826]:سقط من م.
[11827]:أي كرعوا فيه، ظاهره أن الأكثر شربوا وأن القليل لم يشربوا، ويحمل الشرب الذي وقع من أكثرهم على أنه الشرب الذي لم يؤذن فيه ووقع به المخالفة، ويكون الاستثناء على أن ذلك القليل لم يشربوا ذلك الشرب الذي لم يؤذن فيه، فبقى تحت القليل قسمان: أحدهما لم يطعمه البتة، والثاني الذي اغترفوا بأيديهم، وهذا التقسيم روى معناه عن ابن عباس أن الأكثر شربوا على قدر يقينهم فشرب الكفار شرب الهيم وشرب العاصون دون ذلك وانصرف من القوم ستة وسبعون ألفا، وبقي بعض المؤمنين لم يشرب شيئا وأخذ بعضهم الغرفة، فأما من شرب فلم يرو بلبرح به العطش، وأما من ترك الماء فحسنت حاله وكان أجدر ممن أخذ الغرفة – البحر المحيط 2 / 265.
[11828]:في ظ: فاروهم.
[11829]:وقرأ عبد الله وأبي الأعمش "إلا قليل" بالرفع. قال الومخشري: وهذا من ميلهم مع المعنى والإعراض عن اللفظ جانبا وهو باب جليل من علم العربية فلما كان معنى "فشربوا منه" في معنى فلم يطيعوه حمل عليه كأنه قيل: فلم يطيعوه إلا قليل منهم، ونحوه قول الفرزدق: (وعض زمان يا ابن مروان) لم يدع من المال إلا مسحتا أو مجلف كأنه قال: لم يحق من المال إلا مسحت أو مجلف – انتهى كلامه. والمعنى أن هذا الموجب الذي هو "فشربوا منه" هو في معنى المنفى كأنه قيل: فلم يطيعوه، فارتفع قليل على هذا المعنى ولو لم يلحظ فيه معنى النفي لم يكن ليرتفع ما بعد إلا فيظهر أن ارتفاعه على أنه بدل من جهة المعنى فالموجب فيه كالمنفى، وما ذهب إليه الزمخشري من أنه ارتفع ما بعد إلا على التأويل هنا دليل على أنه لم يحفظ الاتباع بعد الموجب فلذلك تأوله – قاله أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط 2 / 266 ثم أثبت الاتباع بعد الموجب بقوله ونقول: ومن أراد الاطلاع عليه فليراجعه.
[11830]:العبارة من هنا إلى "حكمه أن ما " ليست في م.
[11831]:في مد وظ: فبنى.
[11832]:من مد وظ، وفي الأصل: حكم.
[11833]:زيدت من م وظ ومد.
[11834]:من م ومد وظ، وفي الأصل: اثنين.
[11835]:في ظ: المرفوع.
[11836]:من م ومد وظ وفي الأصل: الاعوازى.
[11837]:في م: الاتباع.
[11838]:من مد وظ وفي الأصل وم: ترجمة.
[11839]:من م ومد وظ وفي الأصل: عر – كذا.
[11840]:من مد وظ، وفي الأصل: مفارقة وفي م: مفارق.
[11841]:زيد من ظ وم ومد.
[11842]:في ظ: سوا.
[11843]:سورة 4 آية 95.
[11844]:في م: قال، ولا يتضح في مد.
[11845]:في ظ ومد: إلا.
[11846]:في ظ ومد: إلا.
[11847]:من م وظ ومد، وفي الأصل: والمنكرات.
[11848]:من م وظ ومد وفي الأصل: المنكرة.
[11849]:في م: بعظم، ولا يتضح في مد.
[11850]:من م ومد وظ، وفي الأصل: و.
[11851]:من م ومد وظ وفي الأصل: مرادا وفي البحر المحيط 2 / 267: قائل ذلك الكفرة الذين انخزلوا وهو الفاعل في شربوا – قاله ابن عباس والسدي، وقيل: من قلت بصيرته من المؤمنين وهم الذين جاوزوا النهر وهم القليل – قاله الحسن وقتادة والزجاج.
[11852]:في م: لم يطعمو – كذا.
[11853]:من مد وظ، وفي الأصل: اذل، وفي م: ادن – كذا.
[11854]:ليس في م ومد وظ.
[11855]:من م ومد وظ، وفي الأصل: مما.
[11856]:من ظ وفي الأصل وم: الطرق ولا يتضح في مد.
[11857]:في ظ: مما.
[11858]:ليس في ظ.
[11859]:ليس في م.
[11860]:زيد من م وظ ومد.
[11861]:سورة 8 آية 11.
[11862]:ليس في م.
[11863]:سقط من م.
[11864]:سقط من م.
[11865]:ليست في ظ.
[11866]:ليست في ظ.
[11867]:من م وظ، وفي الأصل ومد: أشرف.
[11868]:في م: بالشرب
[11869]:في م: بالشرب.
[11870]:في مد: تجوز.
[11871]:في ظ: الحسية. وفي البحر المحيط 2 / 267: وقيل: ملاقو طاعة الله لأنه لا يقطع أن عمله هذا طاعة لأنه ربما شابه شيء من الرياء والسمعة وقيل: ملاقو وعد الله إياهم بالنصر لأنه وإن كان مقطوعا به فهو مظنون في المرة الأولى ويحتمل أن يكون الظن بمعنى الإيقان أي يوقنون بالبعث والرجوع إلى الله – قاله السدي في آخرين.
[11872]:الفئة القطعة من الناس، وقيل: هو مأخوذ من فاء يفئ إذا رجع فيكون المحذوف عين الكلمة، أو من فأوت رأسه كسرته فيكون المحذوف لام الكلمة قولا – البحر المحيط 2 / 260.
[11873]:في ظ: بتمكينه ولا يتضح في مد.
[11874]:ليست في ظ.
[11875]:ليست في ظ.
[11876]:من م ومد، وفي الأصل وظ: يغتر.
[11877]:قال أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط 2 / 268: وفي هذه الآية دليل على جواز قتال، الجمع القليل للجمع الكثير وإن كانوا أضعاف أضعافهم إذا علموا أن في ذلك نكاية لهم، وأما جواز الفرار من الجمع الكثير إذا زادوا عن ضعفهم فسيأتي بيانه في سورة الأنفال إن شاء الله تعالى.
[11878]:في م: لا يخزي.