التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (249)

{ فصل طالوت } أي : خرج من موضعه إلى الجهاد .

{ بنهر } قيل : هو نهر فلسطين { فمن شرب منه } الآية : اختبر طاعتهم بمنعهم من الشرب باليد .

{ إلا من اغترف غرفة } رخص لهم في الغرفة باليد ، وقرئ بفتح الغين وهو المصدر وبضمها هو الاسم .

{ فشربوا منه إلا قليلا } قيل : كانوا ثمانين ألفا فشربوا منه كلهم إلا ثلاثمائة وبضعة عشر : عدد أصحاب بدر ، فأما من شرب فاشتد عليه العطش ، وأما من لم يشرب فلم يعطش .

{ جالوت وجنوده } كان كافرا عدوا لهم وهو ملك العمالقة ، ويقال إن البربر من ذريته .

{ يظنون } أي : يوقنون وهم أهل البصائر من أصحابه .