تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (249)

{ فلما فصل طالوت بالجنود } إلى قوله : { إلا قليلا منهم } قال الكلبي : لما سار بهم طالوت ، اتخذ بهم مفازة ، من الأرض فعطشوا فقال لهم نبيهم : { إن الله مبتليكم } أي مختبركم { بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه } يعني ومن لم يشربه { فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم } جعلوا يشربون منه ولا يروون ، وأما القليل فكفتهم الغرفة ، ورجع الذين عصوا وشربوا .

قال يحيى : { غرفة } تقرأ بفتح الغين ورفعها ، فمن قرأها بالنصب{[165]} يعني غرفته التي اغترف مرة واحدة ، ومن قرأها بالرفع ، أراد الغرفة ملء اليد .

{ فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه } قال الكلبي : وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدة أهل بدر { قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون } [ يعلمون ] { أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين } قيل للحسن : أليس القوم جميعا كانوا مؤمنين الذين جاوزوا ؟ قال : بلى ، ولكن تفاضلوا بما شحت أنفسهم من الجهاد في سبيله .


[165]:هي قراءة أبي عمرو، وابن كثير، ونافع انظر: السبعة (187).