الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ} (16)

قوله : { قال فبما أغويتني[ لأقعدن لهم{[23136]} ] }[ 16 ] ، الآيتان .

المعنى : إن{[23137]} اللعين أقسم ليقعدن لهم ، فجعل الإغواء قسما له ، كأنه{[23138]} قال : فبإغوائك{[23139]} إياي ، لأقعدن لهم ، ثم لأفعلن كذا{[23140]} .

وقيل المعنى : إنه سأل ربه بأي شيء أغواه . قاله ابن عباس{[23141]} . كأنه قال : فبأي شيء أضللتني{[23142]} .

وقيل المعنى : فبما دعوتني{[23143]} إلى شيء ضللت [ به ]{[23144]} من أجله{[23145]} .

وقيل المعنى : /فبما أهلكتني ، من قولهم : " غوي الفصيل{[23146]} " إذا هلك من فقد اللبن{[23147]} .

وقيل المعنى : إنه على معنى المجازاة ، أي : كما أغويتني أفعل كذا وكذا ، وأضلهم كما أضللتني{[23148]} . قال النبي صلى الله عليه وسلم{[23149]} : " إن الشيطان قعد لابن آدم بطريق الإسلام ، فقال له : أتسلم وتذر{[23150]} دينك ودين آبائك ؟ فعصاه وأسلم . ثم قعد له بطريق الهجرة ، فقال له : أتهاجر{[23151]} أرضك وسماءك ، وإنما مثل المهاجر كالفرس في الطول{[23152]} ؟ فعصاه وهاجر . ثم قعد له بطريق الجهاد ، وهو جهاد النفس والمال ، فقال : تقاتل فتقتل فتنكح{[23153]} المرأة ، ويقسم{[23154]} المال ؟ فعصاه وجاهد " {[23155]} .

وقيل : { صراطك المستقيم }[ 16 ] . ( أي ){[23156]} : طريقك{[23157]} ( القويم{[23158]} ) ، وهو دين الله الحق ، وهو الإسلام وشرائعه{[23159]} . وسمي الدين " صراطا " ؛ لأنه الطريق إلى النجاة{[23160]} .


[23136]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[23137]:في الأصل: إنه، وهو تحريف.
[23138]:في ج: فكأنه.
[23139]:في الأصل: فبما غواك، وهو تحريف.
[23140]:جامع البيان 12/333 بتصرف. وينظر تفسير الماوردي 2/505، 206، وزاد المسير 3/175، 176، وتفسير الرازي7/41، وتفسير القرطبي7/113.
[23141]:لم أقف عليه بهذا اللفظ في ما تيسر لي من مصادر. وانظر: جامع البيان 12/332، وزاد المسير 3/175، وتفسير ابن كثير2/204، والدر المنثور 3/425.
[23142]:انظر: صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس 222 وتفسير البغوي 3/218.
[23143]:في الأصل: فيما داغوتني، وهو تحريف، والتصويب من ج، ومعاني القرآن للزجاج 2/324.
[23144]:زيادة من ج.
[23145]:معاني القرآن للزجاج 2/324، وتفسير السمرقندي 1/533.
[23146]:في الأصل: الفضيل، وهو تصحيف. وغوي الفصيل غوى من باب تعب. المصباح/غوى.
[23147]:انظر: جامع البيان 12/333، والمحرر الوجيز 2/380.
[23148]:انظر: جامع البيان 12/333، 334.
[23149]:في ج: عليه السلام.
[23150]:في الأصل: وتد، وهو سهو ناسخ.
[23151]:في ج: تهاجر.
[23152]:في الأصل: الطوال. و"الطِّوَالُ والطَّيَلُ"، بالكسر: الحبل الطويل يشد أحد طرفيه في وتد أو غيره، والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه. النهاية في غريب الحديث 3/145.
[23153]:في الأصل: "فتنتكم" وهو تحريف.
[23154]:في الأصل: "وتقسم" وهو تصحيف.
[23155]:مسند الإمام أحمد، وسنن النسائي، وصحيح ابن حبان، عن سبرة بن أبي فاكهة. صحيح الجامع الصغير 1/339، رقم: 1952. وتمامه هناك. وانظر: صحيح الترغيب والترهيب 2/102، رقم 1299.
[23156]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[23157]:في الأصل: طريقة، وأثبت ما في ج، وجامع البيان 12/334.
[23158]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[23159]:جامع البيان 12/334.
[23160]:إعراب القرآن للنحاس 2/117. وانظر: الوجوه والنظائر للدامغاني 278، والوجوه والنظائر لابن الجوزي 385.