الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ} (16)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن ابن عباس { فبما أغويتني } قال : أضللتني .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق بقية عن أرطاة عن رجل من أهل الطائف في قوله { فبما أغويتني } قال : عرف إبليس أن الغواية جاءته من قبل الله فآمن بالقدر .

وأخرج ابن شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { لأقعدن لهم صراطك المستقيم } قال : الحق .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله { لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم } قال طريق مكة .

وأخرج عبد بي حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عون بن عبد الله { لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم } قال طريق مكة .

وأخرج أبو الشيخ من طريق عون عن ابن مسعود . مثله .

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : ما من رفقة تخرج إلى مكة إلا جهز إبليس معهم بمثل عدتهم .

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في الآية يقول : أقعد لهم فأصدهم عن سبيلك .

وأخرج أحمد والنسائي وابن حبان والطبراني والبيهقي في شعب الإِيمان عن سبرة ابن الفاكه « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الشيطان قعد لابن آدم في طرقه ، فقعد له بطريق الإِسلام فقال : تسلم وتذر دينك ودين آبائك ؟ فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال له : أتهاجر وتذر أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كالفرس في طوله ؟ فعصاه فهاجر ، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال : هو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال ؟ فعصاه فجاهد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك منهم فمات أو وقصته دابته فمات كان حقاً على الله أن يدخله الجنة » .