{ قال فبما أغويتني } الجملة مستأنفة والباء للسببية ، وبه قال الزمخشري ، وقيل قسمية وهو الظاهر كقوله { فبعزتك لأغوينهم أجمعين } أي فبإغوائك إياي ، والإغواء الإيقاع في الغي ، وقيل الباء بمعنى مع والمعنى فمع إغوائك إياي وقيل { ما } في فبما أغويتني للاستفهام والمعنى فبأي شيء أغويتني والأول أولى .
ومراده بهذا الإغواء الذي جعله سببا لما سيفعله مع العباد وهو ترك السجود منه وأن ذلك كان بإغواء الله له حتى اختار الضلالة على الهدى ، وقيل أراد به اللعنة التي لعنه الله بها أي فيما لعنتني فأهلكتني ومنه { فسوف يلقون غيا } أي هلاكا .
وقال ابن الأعرابي : يقال غوى الرجل يغوي غيا إذا فسد عليه أمره أو فسد هو في نفسه ومنه عصى آدم ربه فغوى أي فسد عيشه في الجنة ، وغرض اللعين بهذا أخذ ثأره منهم لأنه لما طرد ومقت بسببهم على ما تقدم أحب أن ينتقم منهم أخذا بالثأر .
{ لأقعدن لهم } أي لأجهدن في إغوائهم حتى يفسدوا بسببي كما فسدت بسبب تركي للسجود لأبيهم { صراطك المستقيم } هو الطريق الموصل إلى الجنة ، وقال ابن عباس : طريق مكة يعني أمنعهم من الهجرة ، وعن ابن عباس مثله ، وقيل هو طريق الإسلام ، وقيل المراد الحج والأول أولى لأنه يعم الجميع والمعنى لأردن بني آدم عن عبادتك وطاعتك ولأغوينهم ولأضلنهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.