الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا عَبۡدٗا مَّمۡلُوكٗا لَّا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَمَن رَّزَقۡنَٰهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنٗا فَهُوَ يُنفِقُ مِنۡهُ سِرّٗا وَجَهۡرًاۖ هَلۡ يَسۡتَوُۥنَۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (75)

قوله تعالى : { وَمَن رَّزَقْنَاهُ } ، يجوزُ في " مَنْ " هذه أن تكونَ موصولةً ، وأن تكونَ موصوفةً . واختاره الزمخشري قال : " كأنه قيل : وحُرَّاً رَزَقْناه ، ليطابِقَ عَبْداً " . ومحلُّها النصبُ ، عطفاً على " عبداً " . وقد تقدَّم الكلامُ في المَثَلِ الواقعِ بعد " ضَرَبَ " .

قوله : { سِرّاً وَجَهْراً } ، يجوز أن يكونَ منصوباً على المصدر ، أي : إنفاقَ سِرٍّ وجَهْر ، ويجوز أن يكونَ حالاً .

قوله : { هَلْ يَسْتَوُونَ } ، إنما جُمِعَ الضميرُ وإن تَقَدَّمَه اثنان ؛ لأنَّ المرادَ جنسُ العبيدِ والأحرارِ المدلولِ عليهما بعبد وبمَنْ رَزَقْنَاه . وقيل : على الأغنياءِ والفقراءِ المدلولِ عليهما بهما أيضاً . وقيل : اعتباراً بمعنى : " مَنْ " فإنَّ معناها جمعٌ ، راعى معناها بعد أن راعَى لفظَها .