ثمّ ضرب الله تعالى مثلا المؤمن والكافر فقال عز من قائل : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ } ، هو مثل الكافر رزقه الله مالاً ، فلم يقدّم خيراً ، ولم يعمل فيه بطاعة الله تعالى ، { وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً } ، هو مثل المؤمن ، أعطاه الله مالاً فعمل فيه بطاعة الله وأنفقه فيما يرضي الله ، سراً وجهراً ، فأثابه الله على ذلك النعيم المقيم في الجنة ، { هَلْ يَسْتَوُونَ } ، ولم يقل : يستويان لمكان ( من ) ؛ لأنه اسم مبهم يصلح للواحد ، والاثنين ، والجميع ، والمؤنث ، والمذكر ، وكذلك قوله : { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً } ، ثمّ قال : { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } ، بالجمع ؛ لأجل ( ما ) ، ومعنى الآية : هل يستوي هذا الفقر والبخل والغنى والسخاء ، فكذلك لا يستوي الكافر العاصي المخالف لأمر الله ، والمؤمن المطيع له .
روى ابن جريج عن عطاء : { عَبْداً مَّمْلُوكاً } ، قال : هو أبو جهل بن هشام ، { وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً } ، أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) .
ثمّ قال : { الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ، يقول الله تعالى : ليس الأمر كما يفعلون ، ولا القول كما يقولون ، ما للأوثان عندهم من يد ولا معروف ، فيحمد عليه ، إنما الحمد هو الكامل لله خالصاً ؛ لأنه هو المنعم والخالق والرازق ، ولكن أكثر هؤلاء الكفرة لا يعلمون أنها كذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.