جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا} (110)

{ قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ } نزلت حين يقول عليه السلام في سجوده يا رحمن يا رحيم فسمع رجل من المشركين وقال : إنه يزعم أنه يدعو واحدا وهو يدعو اثنين والدعاء بمعنى التسمية وهو متعد إلى مفعولين كدعوته زيدا ثم يترك أحدهما فيقال دعوت زيدا والمراد من الله والرحمن الاسم لا المسمى وأو للتخيير أي : سموا بهذا الاسم أو بهذا ، { أَيًّا مَّا تَدْعُواْ } التنوين عوض عن المضاف إليه وما مزيدة للإبهام الذي في أي ، { فَلَه } الضمير لمسمي الاسمين فإن التسمية للذات لا للاسم ، { الأَسْمَاء الْحُسْنَى{[2920]} } أي : أي هذين الاسمين فإن سميتم فهو حسن ، لأن له الأسماء الحسنى وهذان الاسمان منها ، { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ } أي : بقراءة صلاتك فيسمعها المشركون فيسبون القرآن ، { وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا } ولا تخفها عمن خلفك من أصحابك ، { وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ } : بين الجهر والمخافتة ، { سَبِيلاً } وسطا وكان ذلك قبل الهجرة والمراد من الصلاة الدعاء .


[2920]:فكأنه تعليم في أذكار السجود حين مدح سجود العلماء ولما قال (ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) يخطر بالبال هل ندعوه جهرة أو خفية فقال: "ولا تجهر بصلاتك" الآية / 12 وجيز.