{ الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ } ، كان {[424]} الطلاق غير محصور في الجاهلية في عدد ، ثم إن رجلا من الأنصار غضب على امرأته فقال : لا أطلقك ولا أؤويك أبدا ، أطلقك حتى إذا دنا أجلك راجعتك وهكذا ، فشكت ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام ، فنزلت ، وحاصله أن الطلاق الرجعي مرتان ، ( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ } أي : إذا طلقتها واحدة أو اثنتين فلك الخيار في المراجعة وحسن المعاشرة {[425]} ، { أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } : بالطلقة الثالثة {[426]} ، أو بألا تراجعها ضراراً { وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ } أيها الولاة { أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ {[427]} } : من الصداق ، { شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَا } أي : الزوجان ، { أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ } من مواجب الزوجية ، ولما كان الولاة يأمرون بالأخذ والإيتاء عند الترافع كأنهم الآخذون والمؤتون {[428]} ، { فَإِنْ خِفْتُمْ } أيها {[429]} الحكام في المزاوجة ، { أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ } أي : لا جناح على المرأة فيما أعطيت ولا على الرجل فيما أخذ ، وحاصله أنه لا يجوز أن تضيقوا عليهن ليفتدين منكم بما أعطيتموهن من الصداق ، نعم إذا تراضيا وطبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ، ولهذا كثير من السلف والخلف على أن الخلع حرام إلا أن يكون الشقاق من المرأة ، لكن ذهب الشافعي إلى أنه إذا جاز في حال شقاقها {[430]} فبطريق الأولى عند الاتفاق ، لكن في غير هاتين الصورتين فحرام ، { تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا } بالمخالفة ، { وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } : عقب النهي بالوعيد مبالغة في التهديد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.